قررت الجزائر الردّ بعنف على قطر، بعد اتهامات إدارة قناة "الجزيرة" للتلفزيون الرسمي الجزائري بـ"قرصنة" لقاء محاربي الصحراء مع خيول بوركينا برسم ذهاب الدور المؤهل لمونديال البرازيل في العام المقبل.
كامل الشيرازي من الجزائر: شدّد توفيق خلادي، المدير العام للتلفزيون الجزائري الرسمي، على أنّ الأخير كان (مرغمًا) على إقرار بث المباراة مباشرة على القناة الأرضية بهدف واحد، وهو ضمان حق الجزائريين في متابعة مباراة منتخب بلادهم، إثر استنفاذ كل الوسائل والطرق المتداولة دوليًا.
وأضاف خلادي أنّ الخطوة أتت عقب فشل مفاوضات شراء حقوق نقل مواجهة بوركينا فاسو – الجزائر بواغادوغو قبل 96 ساعة، ومحاولة القطريين – بحسبه – فرض شروط تعجيزية، كدفع ما لا يقلّ عن سبعمائة ألف دولار، وممارسة ما سماه بـ"المساومة" عبر ربط نقل تلك المقابلة بفتح مكتب للجزيرة في الجزائر.
وفي وقت اعتبر المذيعان الجزائريان في قناة "الجزيرة الرياضية"، الأخضر بريش وحفيظ دراجي أن ما حصل "تعدٍ صريح" و"بكيفية غير شرعية تمامًا" لن تسكت عنهما الجزيرة، إستغرب المسؤول الأول في التلفزيون الحكومي حديث القناة القطرية عن "القرصنة" مع أّنّها مارست الفعل نفسه في الأول من أيار (مايو) 2013، حين اخترقت مبدأ الملكية، وبثت آنذاك نهائي كأس الجزائر لكرة القدم، من دون الحصول على ترخيص التلفزيون الجزائري، المالك الحصري لحقوق تلك المنافسة.
واتهمّ خلادي الجزيرة باللجوء إلى "الاحتكار"، رغم أنّ الشركة التجارية "سبورت فايف" الشريك الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ولدى تنازلها عن حقوق نقل المقابلات الفاصلة، لم تضمّن العقد صراحة بندًا يلزم الاتحادات المعنية بالتفاوض لنقل تلك اللقاءات المقامة خارج حدودها، ويتكئ خلادي على موقف الاتحاد الأفريقي للعبة، الذي طلب من القطريين "عدم المزايدة" وتحاشي تجاوز الأسعار المتعارف عليها.
وفي وقت تنفي مراجع جزائرية أن تكون للقضية صلة بأية خلفيات سياسية، يدور حديث في الكواليس عن أنّ سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، هو من أمر بنقل اللقاء عن التلفزيون البوركينابي، وهي حيثية لم يتسنَ التأكد من صدقيتها من مصدر رسمي، علمًا أنّ علاقات الجزائر والدوحة شهدت وثبة نوعية منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى سدة الحكم.
من جانبها، تستعد إدارة الجزيرة لتحريك دعوى قضائية ضدّ التلفزيون الجزائري الرسمي، في مسعى ينذر بدفع القناة الحكومية إلى غرامة باهظة كتعويض على "خرق" حقوق البث.
وأفادت القناة القطرية في بيان لها أّنها راسلت الاتحاد الأفريقي في الموضوع، ووجّهت الهيئة القارية خطابًا إلى التلفزيون الجزائري حول إجراءات ستكون تبعاتها ثقيلة. يأتي هذا بانتظار ما ستحمله جولة الإياب المبرمجة في التاسع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إذ يُتوقع أن تشهد مواجهة المحاربين للخيول، بالتزامن مع معركة حامية الوطيس بين التلفزيون الجزائري وقناة الجزيرة.
في غضون ذلك، اعتبر الإعلامي الجزائري فيصل معطاوي أنّ تصريحات مسؤولي بلاده تعدّ أكثر خطورة من "سرقة" اللقاء على المباشر. واعتبر معطاوي ما حدث "كارثة"، تضاف إلى مسلسل مهازل قناة تحمل اسمًا غير صحيح، على حد تعبيره، طالما أنّ تسييرها ومضامينها بعيدة كل البعد عن أي مجهر برلماني أو رقابة جماهيرية، بل إنّ القناة تحوّلت – يضيف معطاوي – إلى "سرّ من أسرار النظام الحاكم".
كامل الشيرازي - إيلاف