المدينة الساحلية التي تحولت فيها شاليهات والوحدات المصيفية إلي بيوت لممارسة الرذيلة
في سابقة هي الأولي من نوعها إبتليت نيوكواي - المدينة الإنجليزية الساحلية - بإنتشار بيوت الدعارة المنبثقة من الشاليهات الشاطئية للسياح، حيث قامت قوات الأمن بإكتشاف 14 وحدة مصيفية قد تم تحويلها إلي أوكار لممارسة الدعارة للسياح في تلك المدينة الهادئة التي تقع علي الساحل الجنوبي الغربي لإنجلترا.
ووفقاً للتحقيقات فإن القوادين وبنات الليل غالباً ما يأتون من دول أوربا الشرقية ويتحايلون علي القانون والسلطات من خلال قيامهم بحجز تلك الشاليهات عبر الإنترنت لفترات قصيرة لا تتجاوز الإسبوع ومن ثم يقومون بتحويل هذه الشاليهات خلال تلك الفترة إلي بيوتاً لممارسة الرذيلة في تلك المدينة الهادئة.
وتقول السلطات المحلية أن المشكلة قد بدأت في التفاحل في المدينة الساحلية الرائعة التي تعد مقصداً للسياح ونادياً للإحتفالات الليلية علي الدوام.
وفي حديثه قال المحقق "دايف ميريدث" :" أنا أعتقد أن هذه المشكلة لا تقتصر فقط علي نيوكواي، حيث أنها أصبحت مشكلة واضحة وكبيرة علي المستويين المحلي والعالمي أيضاً". ويضيف "دايف" قائلاً: " إن الأمر ينصب الأن نحو النساء التي تشاركن في تلك البيوت سيئة السمعة، فنحن مهتمون بمعرفة من أين جائوا و أين يذهبون فنحن لا نريد أن نغمض أعيننا عن إحتمالية إستفشاء نوعاً جديداً من تجارة الجنس أو تجارة النساء في العالم".
فالمشكلة هنا تتمحور في السرعة التي يتحرك بها مثل هؤلاء من مكان إلي أخر، حيث أنهم يتحايلون علي السلطات بإستئجارهم لتلك الشاليهات لفترات قصيرة لا تتجاوز الإسبوع وذلك لإبعاد الشبهات عن نشاطهم بل ويتحركون بسرعة قبل إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الأمن.
غروب ذهبي مذهل للشمس يظهر خيال شخصين على شاطئ فيسترال في نيوكواي، كورنوال
وتقوم هذه الجماعات بحجز وإستئجار هذه الشاليهات أو المنازل عبر الإنترنت وعادة ما يكون مالك هذه العقارات في مكان أخر بعيداً عن المدينة وبالتالي فهو يجهل تماماً ما يدور بداخل تلك الوحدات، بل وصل بهم الأمر أيضاً إلي إستخدام الفنادق السياحية في إدارة مثل هذه الأعمال.
وبسبب السرعة في الإنتقال من مكان إلي أخر فإنه يصعب علي الجهات الأمنية تتبع وإيقاف نشاط مثل هذه الجماعات ولكن كل ما تمكنت السلطات الأمنية من الوصول إليه في الوقت الراهن هو أن الغالبية العظمي من هذه الجماعات تأتي من دول أوربا الشرقية.
ويعود أصل القضية في يوليو/تموز الماضي، وذلك عندما لاحظ أحد الجيران تردد رجال غير مألوفة وغريبة الأطوار بشكل مستمر علي مدار اليوم إلي أحد الوحدات المجاورة لمنزله. وعليه -وفقاً لتقارير قوات الأمن – كانت تلك هي الشرارة التي ساعدت قوات الأمن حتي وقتنا الحالي من إكتشاف 14 وحدة مصيفية سياحية تدير مثل هذه الأعمال في مدينة نيوكواي في خلال الستة أشهر الماضية فقط.
ويعمل المحققون علي قدم وساق الأن من أجل إكتشاف أكبر قدر ممكن من هذه الأماكن، بل ويكادون يجزمون أن النساء التي تعمل لحساب تلك الجماعات ربما يكونوا ضحايا تجارة بشرية جنسية جديدة.
ويضيف المحقق "دايف ميريديث" قائلاً:" نحن نتفهم جيداً أن الغالبية العظمي من النساء التي تعمل في مثل هذه الوحدات هن ضحايا لشئ أكبر، وعليه فبدلاً من إلقاء القبض عليهن – وهذا ما كانت تقوم به السلطات الأمنية عبر العقود الماضية – نحن نعمل علي مساعدتهم من خلال توجيهم لمنظمات متخصصة لإعادة تأهيلهن ومساعدتهم للخروج من هذه الدائرة المغلقة سيئة السمعة".
ويظل الهدف الأكبر من كل هذه الجهود المبذولة هو ضرورة معاملة هذه النساء كضحايا وكذلك العمل علي كشف الستار عمن خلفهم لمعرفة هل هذا هو بذرة لنشاط إجرامي جديد لعصر جديد من النخاسة الجنسية أم لا.
وفي النهاية ينصح "دايف ميريديث" الجميع قائلاً: "إذا كنت تسكن بالقرب من شاليهات أو وحدات مصيفية سياحية فيجب عليك إبقاء عينيك وعقلك يقظين لمثل هذه النشاطات وملاحظة أي تحركات مريبة لرجال غير مألوفين يأتون ويغادرون بشكل مستمر في أوقات متفرقة من اليوم، وإذا ساورتك أية شكوك تجاه أية نشاطات مريبة حولك، فقط قم بالإتصال بالشرطة علي الفور".
صحيفة التليجراف البريطانية
مقالات و أَخبار أُخرى
