توقعات بإرتفاع متوسط عمر الفرد ليتجاوز حاجز الـ 90 عاماَ بحلول عام 2030

2017-02-28 23:25:59
  • نساء كوريا الجنوبية من المتوقع أن يكن الاطول عمراً في العالم
/

من المتوقع أن تكن نساء كوريا الجنوبية هن أول من يتجاوز متوسط عمرهن حاجز الـ 90 عاماً في العالم.



وفقاً لدراسة تحليلة قامت بها الأمبريال كوليدج في لندن جنباً إلي جنب مع منظمة الصحة العالمية وذلك لدراسة متوسط عمر الفرد في أكبر 35 دولة صناعية في العالم، تشير التوقعات – وفقاً لتلك الدراسة- أن يرتفع متوسط عمر الفرد ليتجاوز حاجز الـ 90 عاماً بحلول عام 2030 وذلك مع ضيق الفجوة بشكل كبير بين متوسط أعمار الرجال والسيدات في الكثير من دول العالم.


ويؤكد الباحثون في هذا الأمر أن هذه التوقعات تعد تحدياً كبيراً يواجه التأمينات الإجتماعية ومعاشات التقاعد وكذلك سبل تقديم الرعاية الصحية لكبار السن والمسنين في هذه البلاد.


ووفقاً لتصريح للبروفيسور "ماجد عزتي" لـ BBCيقول : " إن كوريا الجنوبية قد حظيت بالعديد من المعطيات الجيدة في تلك الدراسة والتي أثرت بالإيجاب علي النتائج حيث جاءت سيدات كوريا الجنوبية في طليعة من سيتجاوزون حاجز الـ 90 عاماً".


ويضيف أن الأمر يبدو وأن المواطنين في كوريا الجنوبية يتمتعون بقدر كبير من المساواة بين الرجال والنساء وكذلك إرتفاع مستوي الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين من تعليم و صحة. وذلك بالإضافة إلي نجاح الكوريين الجنوبيين بشكل كبير في التعامل مع مرضي إرتفاع ضغط الدم و إنخفاض معدلات السمنة والبدانة عن نظرائهم في باقي دول العالم.



نساء كوريا الجنوبية من المتوقع أن يكن الاطول عمراً في العا


وجاءت التوقعات بشكل مفاجئ لتشير إلي هبوط اليابان – والتي كانت تعتبر الأولي عالمياً في عدد المعمرين ممن يتجاوزون الـ 90 عاماً بالأخص من النساء- إلي مستويات متدنية في التصنيف العالمي حيث تسبقها في الترتيب كل من كوريا الجنوبية وفرنسا.


كما سيتراجع تصنيف اليابان في عدد المعمرين من الرجال من المركز الرابع في التصنيف إلي المركز الحادي عشر.


وجاءت نتائج الولايات المتحدة مخيبة للاًمال في تلك الدراسة حيث جاءت في المركز الأخير للترتيب من حيث متوسط عمر الفرد في عام 2030.


حيث بلغ أقصي متوسط لعمر الفرد في الولايات المتحدة بالنسبة للرجال 80 عاماً وبالنسبة للنساء 83 عاماً فقط- وهي تقريباً نفس متوسط الأعمار التي سجلت بإسم المكسيك وكرواتيا، بينما إحتلت تشيلي مركزا متقدماً عن دولة بحجم الولايات المتحدة.


ويبرر البروفيسور "عزتي" ذلك الأمر قائلاً: "إن الأمر في هذه الدول يعد النقيض بشكل كامل بالنسبة للحال في كوريا الجنوبية. فالمجتمع في الولايات المتحدة الامريكية غير عادل علي الإطلاق من حيث المساواه بين الرجل والمرأة كما أنه لا يوجد تأمين صحي شامل لكل المواطنين مما يؤثر علي الأداء القومي بشكل عام.



الفارق الكبير في المساواه بين الأفراد يعد من أكثر العوامل التي تؤدي إلي إنخفاض متوسط عمر الفرد في الولايات المتحدة عن مثيلاتها من الدول الصناعية


كما تشير الدراسات أن الولايات المتحدة تعاني من مشكلات في التغذية الأولية في الأطفال بالشكل الذي يؤثر علي نموهم بشكل طبيعي.


وتوضح الدراسات أيضاً إرتفاع متوسط الأعمار في بريطانيا في الفترة ما بين عامي 2015 و 2030 ليتجاوز حاجز الـ 82 عاماً للرجال و 85 عاماً للنساء.


إنكماش الفجوة بين الرجال والنساء


تشير الدراسة أيضاً إلي أن الفجوة بين متوسط أعمار الرجال والنساء قد بدأت في الإنكماش وسط توقعات لوصولها لأقل مستوياتها بحلول عام 2030.


ويوضح البروفيسور "ماجد عزتي" الأمر بأن أسلوب الحياة بالنسبة للرجل يتضمن الكثير من الممارسات الغير صحية وذلك لأن الرجال أكثر عرضة لتناول الكحوليات والتدخين وما إلي ذلك من ممارسات غير صحية تعمل علي تقليل متوسط عمر الرجل بشكل كبير.


ترتيب الدول الخمس الأوائل من حيث متوسط أعمار النساء




وبالتالي فإن إنكماش تلك الفجوة بين متوسط أعمار الرجال والنساء جاء نتيجة الإتجاه العام لتحسين وتعديل تلك الممارسات الغير صحية وبالتالي زيادة عدد الرجال ممن تتجاوز أعمارهم الـ 65 عاماً.


وأخذت تلك الدراسة في الإعتبار بشكل غير مباش الكثير من العوامل المؤثرة في متوسط عمر الفرد مثل معدلات التدخين و مدي كفاءة مستوي الرعاية الطبية و معدلات السمنة في المجتمع وغيرها من العوامل المؤثرة في صحة ومتوسط عمر المواطنين.


كما جاءت النتائج مبنية علي أساس إستمرار الدول محل الدراسة في السير علي نفس المنوال دون حدوث تغييرات كبيرة في الأنظمة الصحية أو أسلوب حياة الفرد بها، وبالتالي فمن الوارد أن تحدث هناك تغييرات جذرية علي أرض الواقع تؤدي إلي مخالفة تلك التوقعات تماماً مثل إكتشاف علاج جديد للسرطان مما يساعد في زيادة متوسط عمر الفرد ليتجاوز تلك الحدود التي أشارت إليها الدراسة.


وفي النهاية يلفت البروفيسور "ماجد عزتي" الإنتباه إلي أن العامل الرئيسي المؤثر والذي لا يمكن أن نغفل عنه هو الإستمرار في البحث العلمي والإرتقاء بمستوي الخدمات الصحية والتأكد من وصولها لكل فرد وبالتالي سيكون مردود ذلك إيجابياً علي كفاءة الفرد ومتوسط عمره.

 


BBC


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى