رغم الخطوات الكبيرة التي تحققت في مجال الوقاية من السرطان وعلاجه فان معدلات الاصابة بهذا المرض القاتل ما زالت عالية ويمكن ان يتخطى السرطان مرض القلب بوصفه السبب الأول للموت في الولايات المتحدة.
حذر خبراء من ان الأميركيين أنفسهم يتحملون قسطا كبيرا من المسؤولية عن قتل أنفسهم بالسرطان من خلال الممارسات الطبية المعتمدة في الولايات المتحدة. فالاميركيون يعرضون أنفسهم للإشعاع بصمت حتى الموت.
وتبين دراسات ان استخدام التصوير الطبي بجرعات عالية من الإشعاع وخاصة المسح التشخيصي بالأشعة المقطعية الالكترونية "سي تي" ازداد بحدة خلال السنوات العشرين الماضية. وتضاعف إخضاع الأميركيين للإشعاعات الطبية أكثر من ست مرات خلال الفترة الواقعة بين عقد الثمانينات وعام 2006 ، بحسب المجلس الوطني الأميركي للوقاية والقياسات الإشعاعية. ونبه المجلس الى ان الجرعات الإشعاعية بتقنيات التصوير المقطعي من زوايا متعددة ، تزيد 100 الى 1000 مرة على الأشعة السينية التقليدية.
وفي حين ان هذه الفحوص تُستخدم بافراط فانها حتى في الحالات الضرورية لا تُستخدم بطرق أمينة تماما. والقاعدة المتبعة ضمنا هي ان تكون الجرعات الإشعاعية قليلة قدر الامكان ولكن ليست هناك ضوابط محددة لمقادير هذه الجرعات وبالتالي هناك تفاوت كبير من مؤسسة طبية الى أخرى. فان الجرعة في مستشفى قد تكون 50 مرة اقوى منها في مستشفى آخر. وأظهرت دراسة أُجريت مؤخرا في احد مستشفيات نيويورك ان نحو ثلث مرضاه الذين أُخضعوا لفحوص إشعاعية في القلب تلقوا جرعة تراكمية من الإشعاع تعادل 5000 فحص صدري بالأشعة السينية.
وتلاحظ الدكتورة ريدبرغ انه لا الأطباء ولا المرضى يريدون العودة الى التقنيات التي كانت تُستخدم قبل تقنية المسح التشخيصي بالأشعة المقطعية الالكترونية ولكن من الضروري إيجاد طريقة لاستخدام هذه التقنية دون ان تقتل أشخاصا في مجرى العملية.
ترجمة عبدالاله مجيد