اتهمت الدوحة الغاضبة بالسعي الى إفشال الحكومة الموقتة
قالت مصادر معارضة لـ"إيلاف" إن قطر الغاضبة من تجاهل دورها في المنطقة تلعب ورقة المجموعات الاسلامية لإفشال الائتلاف والحكومة الموقتة، وهو ما ظهر جليًا في بيان 13 مجموعة إسلامية سحبت اعترافها بالائتلاف.
كشفت مصادر معارضة سورية لـ" ايلاف" عن نجاح دور قطر في الضغط على بعض الكتائب المقاتلة لاصدار بيان هدف بالدرجة الاولى إلى تفشيل الحكومة الموقتة والهجوم على الائتلاف السوري المعارض. وكانت 13 مجموعة من مقاتلي المعارضة السورية سحبت اعترافها بأية تشكيلات معارضة في الخارج، بما فيها الائتلاف السوري المعارض والحكومة الموقتة، ودعت إلى التوحد ضمن اطار اسلامي يحتكم إلى الشريعة الاسلامية. وأكدت هذه المصادر وجود محاولة لتفشيل الائتلاف الوطني السوري والحكومة الموقتة ورئيسها المكلف، رغم تأكيدات وزير الخارجية القطري خالد العطية دعم بلاده للمعارضة السورية، ممثلة بالقيادة العسكرية العليا للاركان تحت اللواء سليم إدريس، والائتلاف الوطني السوري بقيادة أحمد الجربا، والحكومة الموقتة برئاسة الدكتور أحمد طعمة الخضر، وقوله: "لا نحن ولا المجتمع الدولي يمكنه فرض إرادته على الشعب السوري".
تهليل إعلامي
ولفتت المصادر إلى أن الاتصالات القطرية لم تنقطع مع من يتواصلون معها في الداخل، وخصوصًا في حلب وريفها منذ انتخاب الائتلاف الوطني المعارض يوم 14 أيلول (سبتمبر) في إسطنبول. وعزت ذلك إلى فشل قطر في فرض مرشحها السابق غسان هيتو وعدم نجاحه في تشكيل حكومة المعارضة السابقة، ما أدى إلى استقالته، ثم التوافق على طعمة كمرشح وحيد والتصويت له. واشارت المصادر إلى تهليل قناة الجزيرة للبيان بطرق عدة، وابرازه عبر اكثر من تصريح، لدرجة أن قيادات عسكرية ومدنية اتصلت بها الجزيرة حتى وقت متأخر وسألتها عن رأيها في البيان تحت الهواء للحصول على تأييدها للبيان.
وتعاملت قناة الجزيرة مع بيان الـ13 من منطلق أن جبهة النصرة ولواء التوحيد كانا من بين أبرز من وقع عليه، ما أعاد الخلاف بين أجنحة الثورة السورية العسكرية والسياسية إلى الواجهة من جديد، إذ أكد البيان أن أي قرارات أو إجراءات يتم اتخاذها في الخارج، من دون استشارة الداخل، إجراءات غير معترف بها، ومن هذا المنطلق فالقوى الموقعة لا تعترف بحكومة أحمد طعمة.
قطر غاضبة
وفسّر مراقبون تناقض الموقف القطري، بين جناح مؤيد لمؤسسات المعارضة الرسمية يقوده وزير الخارجية القطري المنفتح والمقرب من المعارضة السورية منذ ايام منصبه السابق، وبين جناح يرفض دعم تلك المؤسسات ويفضل دعم القوى الاسلامية والاخوانية بشكل علني. لكنّ اخرين اعتبروا ذلك تبادل ادوار داخل البيت القطري. لكن ما يجمع عليه الطرفان هو أن الدور القطري الحالي في سوريا انعكاس لما يحدث في مصر، حيث فقدت قطر أي دور هناك، بل تعتبر من المحرضين على الدولة المصرية وداعمة للاخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، ناهيك عن الاحداث الاقليمية والدولية من تقارب فرنسي ايراني وانفتاح اميركي على الرئيس الايراني الجديد، اضافة إلى الاتفاق الروسي الاميركي في ما عرف بمبادرة نزع سلاح نظام الاسد الكيميائي، وتقليم أظافر قطر وسحب البساط من تحت الدور القطري في المنطقة، الذي تعاظم بعد الربيع العربي. ويضيف محللون: "يبدو أن قطر غاضبة من تجاهل الدول الراعية لدورها، فكشفت اوراقًا مخفية لديها في سوريا، وتحالفت مع جبهة النصرة الموضوعة على قائمة الارهاب، واوعزت إلى حلفائها من القوى والكتائب العسكرية للتوقيع معها في بيان يدعو لاقامة دولة اسلامية".
أمر جلل
واكد نشطاء محليون أن قطر دعمت ماليًا واغاثيًا مجلس مدينة حلب "الحر"، الذي يدير المناطق "المحررة" في حلب، الامر الذي ظهرت نتائجه اليومين الماضيين في بيان المجلس واداء رئيسه يحيى نعناعه في الهجوم على الحكومة الموقتة والائتلاف المعارض، الذي من المفترض أن يكون قيادته التنفيذية والتشريعية.
واكتفت بعض المصادر بالقول إن الذي دفع قطر إلى ذلك هو امر جلل، يتعلق بالخارطة الاقليمية والدولية، وعصي على الفهم.
وتحدثت مصادر أخرى عن محاولات وعمليات ابتزاز من بعض الاطراف لوضع اكثر من نصف اعضاء الحكومة الموقتة ممن ترضى عنهم الدوحة أو ترشح اسماءَهم، لتخلص إلى القول: "إن الصراع الدولي بين روسيا واميركا على سوريا دوليًا يوازيه صراع آخر بين الدول الاقليمية ليعود المشهد الحالي كما كان تاريخيًا مرسوماً بالصراع على سوريا".