لندن- (يو بي اي): كشفت شبكة (سكاي نيوز) الأربعاء أن جهاديين بريطانيين يُقاتلون القوات الحكومية في سوريا في اطار لواء جديد لم يكن معروفاً من قبل.
وقالت الشبكة إنها حصلت على لقطات تثبت أن أجهزة الأمن البريطانية قللت تقدير عدد الجهاديين البريطانيين في سوريا، وهناك الكثير منهم الآن يُقاتلون في اطار (لواء المملكة المتحدة)، والذي لم يتم الكشف عن وجوده هناك من قبل.
وأضافت أن الجهاديين البريطانيين، الذين أجرت سلسلة من المقابلات الصريحة معهم، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لحماية أسرهم في المملكة المتحدة، وكشفوا عن أن المئات من الشبان البريطانيين يشاركون في القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وأن أربعة منهم على الأقل يُقتلون كل شهر.
وأشارت إلى أن الجهاديين البريطانيين أكدوا أيضاً أن المملكة المتحدة لا تزال أكبر مصدر لجمع التبرعات لصالح الجهاديين في سوريا وتتقدم في هذا المجال على دول مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، كما أصرّوا على أنهم "ليسوا جزءاً من تنظيم القاعدة، ولا يعتزمون مهاجمة أهداف في المملكة المتحدة أو شن الجهاد على أراضيها”.
ونقلت عن واحد منهم يُدعى مصطفى قوله "أنا لست جزءاً من تنظيم القاعدة ولم أكن أبداً جزءاً منه، ولست ارهابياً بأي شكل من الأشكال، وأتمنى لو أن الناس ترى مقدار الخير في قلوبنا والرحمة للناس وأننا مدفوعون بالرحمة لمساعدة الناس لما كانوا اعتقدوا بأننا ارهابيون، لكن هناك أناس يستفيدون من ترويج مثل هذا السرد عنا، ولهذا السبب نحمي هوياتنا”.
وقالت (سكاي نيوز) أن البريطانيين في (لواء المملكة المتحدة) يُقاتلون على قمة جبل في شمال شرق سوريا ويبدون وكأنهم جهاديون متشددون ولا يتحدثون اللغة العربية ويعتمدون على واحد منهم لإعطاء الأوامر في ساحة المعركة، ويناقشون شراء أفضل المعدات لأغراض الجهاد.
وأضافت أن الجهاديين البريطانيين أكدوا بأن أعدادهم تتزايد يومياً وتساهم مواقع الشبكات الاجتماعية في تنظيم تدفقهم إلى سوريا، وهم يعرفون أن العودة إلى أسرهم في المملكة المتحدة ستكون مسألة في غاية الصعوبة من الآن فصاعداً لأن فترة العمر المتوقع للجهاديين في سوريا قصيرة جداً حين يبدأ القتال الحقيقي.
وأبلغ متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية (سكاي نيوز) إن سوريا "أصبحت الوجهة رقم واحد للجهاديين في أي مكان في العالم، وهناك الآلاف من المقاتلين الأجانب في سوريا، بما في ذلك أعداد كبيرة من الأوروبيين، لاكتساب خبرة قتالية وإقامة اتصالات مع الجماعات المتطرفة”.
وقال المتحدث "إن بعض الناس الذين يسافرون من المملكة المتحدة إلى سوريا سيشكلون تهديداً أمنياً عند عودتهم، ونحن قلقون من أن جماعات تابعة لتنظيم القاعدة، مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، صارت الآن قادرة على العمل في مناطق واسعة من المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة وأحدثها النزاع المسلح، وندرك أن ما لا يقل عن 200 بريطاني سافروا إلى سوريا، ولكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير”.
وأضاف أن وزارة الخارجية البريطانية "اتخذت اجراءات من بينها الطلب من الشرطة وأجهزة الأمن التعرف على التهديدات المحتملة وعرقلتها، واحتجاز الأفراد عند الإشتباه بتورطهم في نشاطات ارهابية في الخارج، وسحب جوازات السفر من المواطنين البريطانيين الراغبين في السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال”.
الى ذلك قطع عناصر جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة، رؤوس ثلاثة رجال قالوا انهم من الطائفة العلوية، في منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، والتي تشهد معارك ضارية مع محاولة النظام طرد مقاتلين اسلاميين دخلوها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد الاربعاء في بريد الكتروني ‘تبنت الدولة الإسلامية في العراق والشام قتل ثلاثة رجال في مدينة عدرا العمالية، حيث نشرت صوراً لثلاثة رجال وقد فصلت رؤسهم عن أجسادهم’، مشيرة الى ان هذا التنظيم قال ان الرجال الثلاثة هم من النصيرية، في اشارة الى ابناء الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد.
وتداولت مواقع الكترونية جهادية صورة ثلاثة رجال مقطوعي الرأس بينها اثنان لرجلين ملتحيين، وقد قطعت رؤوسهم ووضعت الى جانب جثثهم الممدة على حمالات طبية. وبدت على ملابس الرجال آثار دماء، بينما قيدت يدا احدهم خلف ظهره.
وكتب على الصورة ‘عمليات ذبح وقطع رؤوس النصيرية’، اضافة الى ‘لدولة الاسلامية في العراق والشام- بلدة (عدرا العمالية) ولاية دمشق’.
وكان مقاتلون جهاديون من ‘الدولة الاسلامية’ وجبهة النصرة المرتبطتين بالقاعدة، وكتائب اسلامية اخرى، دخلوا الاربعاء الماضي منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، بحسب المرصد.
وقتل في الهجوم 32 شخصا ‘غالبيتهم من العلويين’، اضافة الى عشرات المسلحين الموالين للنظام وثلاثة ضباط كانوا في منازلهم، بحسب المرصد. وتشن القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني، حملة عسكرية منذ الجمعة لطرد المقاتلين واستعادة السيطرة الكاملة على هذه المنطقة الواقعة على طريق رئيسية الى دمشق.
وامس، قال المرصد ان ‘الاشتباكات مستمرة في منطقة عدرا’ حيث حقق النظام منذ بدء الحملة العسكرية ‘تقدما بسيطا’.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة ‘فرانس برس? ان النظام ‘يبدو غير قادر على قصف المنطقة عشوائيا خوفا على المدنيين الموالين له’.
واشار إلى أن المنطقة مهمة بالنسبة للمقاتلين ‘لانها مدخل نحو فك الحصار عن الغوطة الشرقية ومدينة دوما (شمال شرق دمشق)’، واللتين تعدان معاقل اساسية للمعارضة في محيط دمشق، يحاول النظام منذ اشهر استعادتها.
سكاي نيوز