أول صلاة تؤمها إمرأة في كوبنهاغن

2016-08-29 11:54:12
  • فضيلة الإمام الشيخة شيرين خنكان
  • فضيلة الإمام الشيخة شيرين خنكان
/

 

شيرين خنكان: نمثل الحداثة والنهج الروحي للإسلام الصحيح

نصر المجالي من لندن: "نحن نمثل الحداثة، والنهج الروحي للإسلام الصحيح، ونسعى لإيجاد صوت بدي دون نزع الشرعية عن الآخرين"، بهذ الكلمات قدمت شيرين خنكان أول امرأة تؤم صلاة في مسجد في الدول الاسكندنافية.

كان يوم الجمعة الماضي، يوما تاريخيا حين أقيمت صلاة جمعة في كوبنهاغن يؤمها سيدتان، ليحق "مسجد مريم" في العاصمة الدنمركية بغيرة من عدد محدود من مساجد العالم تكون فيه الإمام امرأة،وحسب تقرير صحيفة (الغارديان) اللندنية، يوم السبت، فقد احتشدت أكثر من 60 امرأة في مسجد مريم الواقع فوق مطعم للوجبات السريعة في وسط العاصمة الدانمركية. وعمل متطوعون حتى ساعة متأخرة من ليل الخميس لإتمام تجهيز المسجد.

وتقول خنكان في حديث للصحيفة: في الدنمارك، 90% من المساجد تقليدية، نريد من مسجد مريم لتكون مكانا حيث يمكن لأي شخص أن يأتي، ونحن يمكن أن تزدهر معا. وما يحدث هنا في المسجد يذهب الى أبعد من المسجد نفسه، أنها أمور وتحديات تؤثر على المجتمع كله".

صلاة مختلفة

وتقول كاتبة التقرير لـ(الغارديان) هارييت شيروود إنها كانت صلاة جمعة مختلفة عن المعتاد. خارج المصلى كانت امرأة ترضع صغيرها بينما كانت أخرى تضع أحمر شفاه. عم المكان أجواء من الضحك والبهجة، قبل أن يرتفع الآذان بصوت نسائي واضح.

وتضيف: تؤم المصلين في المسجد الإمامتين شيرين خنكان وصليحة ماري فتاح. ورفعت خنكان الآذان بصوتها وألقت كلمة بمناسبة افتتاح المسجد، وألقت فتاح خطبة الجمعة، التي كان موضوعها "المرأة والإسلام في العصر الحديث".

ثم جاء وقت الصلاة وشرعت النساء، اللاتي كان بعضهن من اديان أخرى ومن الملحدات اللاتي دعين لافتتاح المسجد، في الصلاة.

وتقول (الغارديان) إن مسجد مريم افتتح فيفبرايرالماضي واستغرق الأمر ستة شهور أخرى لإجراء المزيد من الاستعدادات قبل إقامة أول صلاة جمعة في المسجد. وقالت خنكان للصحيفة "نحن في رحلة، ولم نأخذ سوى الخطوة الأولى".

زيجات متعددة

ومنذ افتتاحه أقام المسجد خمسة مراسم عقد قران، من بينها زيجات متعددة الأديان. ووضع المسجد شروطه الخاصة لعقد القران: يشترط عدم تعدد الزوجات، من حق المرأة أن تطلق زوجها، يجوز إبطال الزواج في حال حدوث عنف نفسي أو جسدي، وفي حال حدوث طلاق يكون للمرأة حق مساو للرجل فيما يتعلق بالاطفال.

وقالت خنكان للصحيفة إن أحد أهداف المسجد "تحدي البنية الذكورية داخل المؤسسات الدينية". ونوهت إلى أن "المؤسسات الدينية الإسلامية يسيطر عليها الرجال". وقالت خنكان أن من أهداف المسجد ايضا تحدي "التفسيرات الذكورية للقرآن"،وأضافت خنكان إنها واجهت معارضة من بعض الأقارب والأصدقاء، ولكن ليس من والدها، الذي وصفته بأنها كان داعما لها على الدوام.

ويشار إلى أن والد خنكان لاجئ سوري مسلم كان فر بعد أن سجن وتعرض للتعذيب بسبب معارضته للنظام السوري إلى الدنمرك، وانتقلت والدتها المسيحية من فنلندا إلى الدنمرك للعمل في التمريض، حسبما قالت الصحيفة. وحصلت خنكان على درجة الماجستير من دمشق وعادت لكوبنهاغن العام 2000.

مؤتمر دولي

وتقول شيرين خنكان التي كانت زارت مدينة برادفورد البريطانية: "هذه الحركة في الدنمارك هي جزء من حركة أكبر في جميع أنحاء العالم"، وأضافت: نحن نخطط لمؤتمر دولي حول الأئمة الإناث في العام المقبل و"آمل أن نتمكن من إلهام النساء في بلدان أخرى لمثل هذه الخطوة".

وفي الختام، يشار إلى أن الأئمة الإناث بدأت في الصين منذ القرن الـ19، وفي جنوب أفريقيا منذ العام 1995. وفي لوس انجليس، حيث تم إنشاء أول مسجد النساء في أميركا افتتح والعام الماضي.

أما في المملكة المتحدة، فإن الداعية الإسلامية الأميركي أمينة ودود أدى صلاة الجمعة المختلطة في أكسفورد في العام 2008، مما أثار احتجاجات، كما أن هناك مسجدا خاصا للنساء في مدينة برادفورد على الرغم من أن الصلاة تتم من من قبل أئمة ذكور.


الجارديان - إيلاف


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى