ما لم يحققه جنيف -2... قُبل وإبتسامات بين المعارضين وجنود الأسد

2014-02-19 02:39:48
  • صورة أعقبت عملية مصالحة نشرت على تويتر
/

 

انتشرت عشرات الصور التي تظهر جنود الجيش العربي السوري ومعارضيهم وهم يتبادلون الابتسامات والترحاب بعد نجاح المصالحات التي تعقد بإشراف من وجهاء مناطقهم وتقضي بإستبعاد المقاتلين الأجانب ووقف القتال.


بيروت: ما يحدث في دمشق وريفها من مصالحات بين الحكومة ومقاتلي المعارضة السورية في الأسابيع القليلة الماضية يقف عنده المحللون، ويعجز عن تفسيره المتابعون للأزمة والحرب في سورية، بينما السوريون لن ينتظروا نتائج المؤتمرات الدولية للوصول إلى تسويات ميدانية وسياسية.

بدأت في دمشق... وانتقلت

تسويات ومصالحات بدأت من دمشق المدينة وانتقلت إلى الريف الدمشقي، من حي "برزة البلد" مروراً ببلدة "قدسيا" ثم "معضمية الشام"، وأخيرا وليس آخراً "ببيلا"، هذه المناطق التي شهدت معارك بين الجيش العربي السوري ومقاتلي المعارضة.



هذه التسويات بدأت في بلدة قدسيا ومنطقة برزة البلد، ثم منطقة "معضمية الشام" في ريف العاصمة السورية دمشق. وهذه التجارب الناجحة، شجعت المجموعات المسلحة في مناطق أخرى للانضمام إلى هذه التسويات مع الحكومة السورية.


المزيد من المصالحات

تفيد معلومات بأن "الحجر الأسود" و"يلدا" منطقتان تدعوان وتسعيان للمصالحة بعد نجاحها في منطقة "ببيلا" المجاورة لهما في ريف جنوب العاصمة.

هذا وكان عدد من بلدات وقرى القلمون المنتشرة في الجبال الشرقية القريبة من دمشق والتابعة إدارياً لريف العاصمة، قد شهدت انفراجاً كبيراً منها "بقين" و"الزبداني" و"سرغايا"، إضافة لقريتي "سحل" و"الجرجير" المحاذيتين والقريبتين من مدينة "يبرود" التي تشهد عمليات عسكرية واسعة، حيث دخلت التسوية وسلمت للجيش السوري.

دمشق بريفها ليست الوحيدة، إنما توجد قرى في باقي المحافظات، منها ما أجمع أهلها على ضرورة إنهاء تشردهم ومآسيهم الناتجة عن حرب أدركوا أنها لن تنتهي إلا بخراب البلد وموت أهلها، كما صرحوا بعد وصولهم لتلك المراحل من الصحوة كما سموها.

وقف النار وتسليم السلاح

التسويات أو المصالحات التي تشهدها مناطق عدة في سورية، تقوم على ركائز البنود بشكل تكاد تتطابق، بنود تبدأ بالتوافق بين الحكومة ووجهاء المناطق على وقف إطلاق النار بشكل تدريجي، تُستتبع بتسليم المسلحين أسلحتهم الثقيلة، واستبعاد الغرباء عن المنطقة، هذه التسويات تعزز ميدانياً بنقاط أمنية مشتركة بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة.














المساعدات واصلاح البنى التحتية

تقوم الحكومة السورية بإدخال المساعدات للأهالي في هذه المناطق، ويتم فتح الطرقات للدخول والخروج بشكل طبيعي، يتم بعدها دخول الآليات والمعدات لإصلاح البنية التحية التي دمرتها الحرب، هذه الأعمال تتم بإشراف مباشر من محافظتي دمشق وريف دمشق، وهذه التسويات تتم بحضور محافظ ريف دمشق " حسين مخلوف" مصطحباً معه فريقا فنيا في كل مرة لتحديد متطلبات واحتياجات سكان هذه المناطق بعد عودتهم إلى مناطقهم.

عودة الأهالي إلى المناطق الداخلة في المصالحات تبدأ بعد التأكد من أن جميع المسلحين تجاوبوا للشروط وأنه لم يعد أي تواجد للمسلحين الغرباء "غير السوريين"، حيث تدخل كل المساعدات المطلوبة للأهالي غذائياً صحياً وخدمياً، كما تتم تدريجياً عودة لمؤسسات الدولة حسب خطة وضعتها الحكومة السورية، وتدعيم كل الجوانب الخدمية والتي تشمل أيضا إعادة افتتاح المستوصفات والمخابز في تلك المناطق تمهيداً لإعادة إعمار المناطق المتضررة جراء المعارك التي انتهت بالمصالحات والتسويات.

نقاط أمنية مشتركة

الموضوع الأمني يبقى محط تساؤل لدى كثيرين، إلى أن اتضح تشكيل نقاط مشتركة في مناطق تطبيق التسويات، تتألف من عناصر للجيش العربي السوري وعناصر ممن كانوا ضمن صفوف المسلحين في "الجيش الحر" وسلموا أنفسهم لتسوية أوضاعهم.



تسوية أوضاع المنشقين

ما تشمله شروط المصالحات أيضاً، تسوية الأوضاع قضائياً لبعض العناصر الذين انشقوا عن الجيش السوري بداية الأزمة، وانتسبوا للمجموعات المسلحة، ومنهم من هو مكلف وتخلف عن الالتحاق بخدمة العلم.

يتم تسليمهم جميعاً بضمانات وجهاء المناطق، ومن ثم تسوية أوضاعهم مستفيدين من مراسيم العفو التي أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا حسب وجهاء المناطق الذين يقومون بالتنسيق لإنجاز مثل هذه التسويات والمصالحات.

بعيدا عن التدخّل

تحدث أحد أعضاء لجان المصالحة الوطنية في سورية وتحديداً في منطقة "ببيلا"، وهو الممثل والفنان "محمد خاوندي " لوسائل الإعلام، قائلاً: "جنيف 2 هنا في سورية على الأرض السورية، وإن ما يتم من تسويات ومصالحات كفيلة بأن تعيد للشعب السوري ما كان عليه من حياة طبيعية".

يضيف خاوندي: "اتركوا الشعب السوري على الأرض يعيد ترتيب حياته بعيداً عن كل التدخلات الخارجية".

الشيخ "أنس الطويل" أحد أئمة المساجد في "ببيلا" وهو من وجهاء البلدة، اختصر كلامه بدعوة جميع السوريين للعودة إلى بلادهم وترك الغربة، بدلاً من المخيمات في دول الجوار، مضيفاً رسالة إلى الدول التي حاولت تأجيج الصراع في سورية فحواها: " كنا نظنكم سهاماً في صدور أعدائنا... لكن وجدناكم سهاماً علينا".

ابتسامات وقبل

وأبدى بعض مقاتلي المعارضة سعادتهم بهذه الخطوة التي ستوقف نزيف الدم السوري.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الصور التي يظهر فيها مقاتلو المعارضة وعناصر الجيش العربي السوري وبعض الإعلاميين يتبادلون أطراف الحديث، وتظهر على وجوههم علامات الأسف والندم على الدم الذي سفك في هذه الحرب العبثية.


أنباء موسكو


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى