أعطي سكون أصوات الحرب علي الأقل هذه الأيام فرصة لأطفال سوريا لمعاودة الإبتسام والضحك مرة أخري.
فالإحتفال بعيد الأضحي المبارك والذي بدأ من يوم الإثنين الماضي أعطي فرصة لأصغر ضحايا الحرب الدامية في سوريا للراحة التي لطالما تمنوها.
حيث بدأت الإحتفالات بعيد الأضحي يوم الأثنين صباحا بصلاة العيد و تستمر لمدة أربعة أيام تجمع ما بين الزيارات العائلية وزيارات الأصدقاء وتبادل الهدايا والتهنئة بالعيد.
جاء عيد الأضحي - وهو ثاني أكبر المناسبات الإسلامية- هذا العام بسلام هش من خلال إتفاقية لوقف إطلاق النار من خلال وساطة أمريكية روسية.
هذه الإتفاقية تدعو إلي وقف للعنف بين النظام السوري و بين القوات المنشقة، كما يسمح أيضاً بمرور المساعدات الإنسانية ووصولها إلي المدن المحاصرة مثل مدينة حلب.
فمدينة حلب التي عانت ويلات الحرب وشهدت تدمير معظم أركانها و كذلك مقتل أو إصابة ما يزيد عن 6000 شخصاً أغلبهم من المدنيين.
ولكن هذا الإسبوع علي الأقل سمعت المدينة المجروحة أصوات ضحكات أطفالها تعلو ما بين الأنقاض، حيث إصطف الأطفال لركوب الدراجات واللعب والإستمتاع من خلال إرتدائهم لأزياء شخصياتهم المفضلة.
فمنذ عقد مضي كانت مدينة حلب مركزاً إقتصادياً محوريا يضم ما يزيد عن 2 مليون مواطن. فحلب التي كانت قلعة تاريخية ومعمارية عتيقة تجذب الاّف السياح سنوياً، أصبحت وبعد مرور أربعة سنوات من الحرب الدامية تحتوي علي تقريبا عُشر تعدادها السكاني حيث يتراوح عدد مواطنيها حاليا ما بين 200000 و 300000.
فمع إحتدام القتال في أرجاء المدينة ومقتل العديد من المواطنين و نزوح البعض الأخر من المدينة، فمن تبقي في المدينة من مواطنيها لا يحصلون علي أبسط المساعدات الإنسانية و مازالوا يعانون من نقص في الغذاء و الوقود و الأدوية وغيرها من الموارد الضرورية الأخري اللازمة للحياة، بل و إزداد الوضع سوءاً خلال شهر يوليو/تموز الماضي حيث قام الجيش العربي السوري بقصف لتجمعات داعش وفتح الشام (جبهة النصرة) وحلفاؤهم.
وبالرغم من ذلك و قبل ساعات من وقف إطلاق النار المزمع بدايته من مساء الإثنين، إستمرت القوات الجوية النظامية بقصف الأهداف المعادية.
فوفقاً لمصادر مراقبة بريطانية لحقوق الإنسان في سوريا أكدت مصرع 7 أشخاص علي الأقل بينهم ثلاثة أطفال في هجوم شرقٍي حلب يوم الإثنين الماضي.
فالقصف الجوي الأخير الذي تم خلال عطلة نهاية الإسبوع خلف وراءه مقتل 93 شخصاٌ في حلب و إدلب منهم 61 شخصاً في هجوم علي سوق مشهور أثناء تسوقهم لإحتياجاتهم لإجازة عيد الأضحي المبارك.
وخلفت الحرب الأهلية السورية ورائها ما يزيد عن 300 ألف قتيل وأجبرت أكثر من 5 ملايين علي النزوح من البلاد مما أثار أزمة دولية للاجئين السوريين.