قال باحثون خلال اجتماع الجمعية الدولية للغدد الصمّاء لعام 2014 في شيكاغو، إن مرضى السكري قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب بسبب التفاعل بين ارتفاع مستويات السكر في الدم وبين الناقلات العصبية في الدماغ.
وبينت نتائج الأبحاث التي عُرضت في الاجتماع أن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالسكري بنسبة 17 بالمائة، وأن المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب لديهم مخاطر أعلى للاصابة بالسكري بنسبة 25 بالمائة، مقارنة مع غير المصابين بالاكتئاب.
وجدت الدراسة أيضاً أن المصابين بمرض السكري لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالاكتئاب بنسبة 29 بالمائة، وأن الذين يتناولون الأنسولين تزداد لديهم مخاطر الاصابة بالاكتئاب بنسبة 53 بالمائة مقارنة بغير المصابين بالسكري.
افترض الباحثون أن الاكتئاب ينتج عن التغيرات البيوكيميائية الناتجة مباشرة عن مرض السكري، أو عن علاجه.
وكان الاعتقاد الشائع بأن المصابين بمرض السكري من النوع1 أو من النوع2 لديهم معدلات أعلى من الاكتئاب مقارنة بغير المصابين بالسكري، بسبب الاجهاد المتزايد الناتج عن الإدارة المعقّدة لهذا المرض.
لكن الفرضية الجديدة التي اقترحها باحثون من مركز بريجهام الطبي ومستشفى بوسطن للنساء تفسر ارتباط الاكتئاب بالسكري بأسباب بيوكيميائية.
وقال الباحثون في عرض دراستهم خلال الاجتماع: "تشير نتائجنا إلى أن ارتفاع مستويات السكر في الدم تؤهب مرضى السكري بنوعيه إلى الاكتئاب من خلال آليات بيولوجية في الدماغ".
اعتمدت الدراسة على فحوصات لمشاركين بلغ عددهم 3 رجال و5 نساء مصابين بالسكري من النوع1، ومتوسط أعمارهم 26 عاماً، ومقارنتها مع مجموعة ضابطة من 6 رجال و5 نساء متوسط أعمرهم 29 عاماً.
تم تصوير نشاط الدماغ لدى المشاركين بموجات الرنين المغناطيسي لرصد مستويات الناقل العصبي الذي يسمى الغلوتامات، إلى جانب فحوصات مستوى السكر في الدم للمشاركين.
أوصت نتائج الأبحاث بالاهتمام بالاكتئاب لدى مرضى السكري كجزء من علاج المرض.