دراسة جديدة تتسائل عن علاج النوع الثاني من مرض السكري

2016-09-19 23:32:47
  • غالبية الأطباء الأخصائيون ينصحون مرضى السكر من النوع الثاني أن يضبطوا مستوي السكر في الدم لتخفيض المخاطر
/

 

يقول الباحثون أنه لا يوجد هناك دليل علي أن أدوية ضبط مستوي السكر في الدم تساعد علي تقليل خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري.

غالبية الأطباء الأخصائيون ينصحون مرضى السكر من النوع الثاني أن يضبطوا مستوي السكر في الدم لتخفيض مخاطر الإصابة بالفشل الكلوي وفقدان البصر والجلطات وصولاً إلي مخاطر الوفاه والمضاعفات الوخيمة الاخرى المصاحبة للمرض، ولكن الباحثون لم يجدوا دليلاً قاطعاً يؤيد هذه النظرية.


إنها لحالة تثير الفضول عن مدي وجود وصحة دليل راسخ مثل هذا، فعندما فام أحد إستشاري علاج مرض السكري بالبحث في الكتب الطبية عن إثبات ليؤيد نظرية إستخدام أدوية ضبط مستوي السكر في الدم لعلاج النوع الثاني من مرض السكري، فلم يجد هذا الدليل.


فغياب هذا الدليل الراسخ يثير الكثير من الأسئلة عن مدي صحة واحدة من أكثر المعتقدات الطبية الحديثة رسوخاً - والتي تؤكد أن التحكم الجيد في مستوي السكر في الدم يعمل علي خفض نسبة الإصابة بالجلطات والفشل الكلوي وفقدان البصر وحتي خطر الوفاة كمضاعفات مرتبطة بالنوع الثاني من مرض السكري.


ويتسأل الدكتور فيكتور مونتوري من مستشفي Mayo Clinic في الولايات المتحدة الأمريكية " هل ضبط مستوي السكر في الدم يعمل فعلاً علي تقليل مخاطر الإصابة بالمضاعفات؟ " وذلك في ورقة بحثية تم نشرها هذا الشهر في الصحيفة الطبية Circulation: Cardiovascular Quality and Outcomes. ففي الوقت الذي يجمع فيه معظم الخبراء علي الإجابة بـ "نعم"، تأتي الأدلة لتقول "لا، ليس بشكل سريع".


التحديات التي تواجه الحكمة والمعتقدات الطبية السائدة


ففي الوقت الحالي يتعاطي الملايين أدوية لضبط مستوي السكر في الدم ويستمرون في وخز أصابعهم لقياس مستوي السكر في دمهم و يموتون رعباً عندما تُظهر نتائج هذه التحاليل نسباً أقل من النسب التي ينصح بها الأطباء وذلك كله أملا في تجنب مضاعفات مرض السكري.


ولكن مع الإستخدام المستمر لتلك الأدوية يتعرض هؤلاء المرضي للعديد من الأعراض الجانبية كنتيجة لإستخدامها مثل زيادة الوزن وهبوط مستوي السكر في الدم بشكل كبير وما يترتب عليه من دوران و فقدان للوعي أو قد تصل إلي حد الغيبوبة والوفاة.


أضف إلي ذلك الوصمة التي يوصم بها المريض بكونه مريض سكري إعتماداً فقط علي تحليل دم روتيني، في حين أن الكثير ممن تم تشخيصهم بإصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري لم يكونوا يعانون من أية أعراض.



كما يقول الدكتور مونتوري " أننا قد أخذنا هذا الدليل كشئِ واضحٍ ومسلم به وهو أنه في حالة قيامك بضبط مستوي السكر في الدم سيعمل هذا علي تقليل فرص تعرضك لمضاعفات مرض السكري" ويستطرد قائلا " إن الإجابة أقل وضوحا من المتوقع وكنتيجة لذلك إن تفكيرنا تجاه هذه المعتقدات أضحي تفكيراً خاطئاً".


فالنتائج التي توصل إليها الدكتور مننتوري تعد تحدياً كبيرا لمتعقدات كانت تعد من الثوابت لدي الكثير من الإستشاريين و الخبراء الطبيين و تتعارض مع الغالبية العظمي من المراجع الطبية.


ويضيف الدكتور منتوري قائلا " إن أكثر من 90% من الأطباء الاستشاريين كانوا يؤمنون بأن ضبط مستوي السكر بالدم لمرضي السكري يعمل علي تقليل خطر فقدان البصر أو الحاجة لجلسات الغسيل الكلوي أو إصابات القدم والتي قد تؤدي في النهاية إلي البتر، ولكن عندما نظرنا إلي الدلائل علي ذلك لم نري أية إشارة من شأنها التأكيد علي صحة هذا الكلام على الرغم أن هذا الإستفسار قد تم طرحه منذ السبعينيات علي الأقل"


وتكشف هذه النتيجة الستار عن تناقض في الأراء الطبية القائمة علي نفس تلك المجموعة من الحقائق كدليل راسخ كما تعرض معضلة فيما يخص النوع الثاني من مرض السكري والتي لم يستطع الأطباء فيها من الفهم الكامل للعلاقة بين مرض السكري ومستوي السكر في دم الإنسان.


ويقول الدكتور هيرتزل جيرشتاين – الباحث في مجال مرض السكري في جامعة ماك ماستر McMaster في هاميلتون " إن هناك الكثير من الجدل والنقاش حول طبيعة العلاقة الفعلية بين مستوي السكر في الدم ومرض السكري".


وعليه فإنه من المحتمل أن تكون هناك بعض الأليات والعوامل الأخري تتحمل المسئولية جنباُ إلي جنب مع إرتفاع مستوي السكر في الدم عن تلك المضاعفات والتي تحدث علي المدي الطويل.


كما يضيف الدكتور جيرشتاين " أننا نعلم أنه كلما إرتفع مستوي السكر في الدم عن الطبيعي كلما زادت إحتمالات الإصابة بالأزمات القلبية وكلما زادت فرص الإصابة بالأورام الخبيثة والجلطات، لكنه مع ذلك توجد العديد من الأشياء والعوامل الأخري الغير معلومة والتي تتعلق بمرض السكري وتساعد علي حدوث مثل هذه المضاعفات.


ووفقا لـ جيرشتاين فإن الأطباء مجبرون علي إعطاء توصيات طبية تعتمد في الأساس علي دلائل غير كاملة وأن بعض التجارب والأبحاث لم تجيب علي كل هذه الأسئلة".



البحث عن دليل أفضل


وجاءت المجموعة البحثية في جامعة British Columbia لتقضي بأن هذه الحيرة كافية للجعل الأمر يتطلب تغييراً في الطريقة التي يتم بها الموافقة علي إصدار أدوية النوع الثاني من مرض السكري.


وجاءت منظمة UBC Therapeutic التابعة لجامعة British Columbia لتطلب من مجلس الصحة العامة الوطني الكندي أن يوفر أدلة أفضل تؤيد أن إستخدام أدوية ضبط مستوي السكر في الدم من الممكن أن يعمل علي تحسين نتائج مرضي النوع الثاني من مرض السكري وذلك قبل التصديق علي إصدار هذه الأدوية.


كما جاء علي لسان "كيت أوسوليفان" أحد أعضاء الفريق البحثي في منظمة UBC Therapeutics " إننا جميعاً نعرف حقاُ أن أدوية ضبط مستوي السكر تعمل علي خفض مستوي السكر في الدم علي المدي القصير وهذا هو عماد هذا المعتقد وعليه فإن الأطباء والمرضي يتمسكون بقدر كبير من الإيمان بأن تأثير هذه الأدوية سيتم ترجمته إلي تقليل مخاطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري".


ويضيف الدكتور منتوري أنه هناك مخاطرة أن إتجاه كل هذه الأنظار في التركيز علي ضبط مستوي السكر في الدم يعد أمراً مشتتاً للباحثين عن السعي وراء إيجاد طرقاُ جديدة. ففي حالة إذا ما قرر الطبيب البحث علي دواء أخر لعلاج مرض السكري بعيداً عن ضبط مستوي السكر فلن يجد شيئأ".


كما يقول " أننا نمتلك ما يزيد عن تسعة مجموعات من أدوية ضبط مستوي السكر في الدم، ولكن في الوقت ذاته لا يوجد مثل هذا الكم من الأدوية لعلاج النوع الثاني من مرض السكري نفسه بشكل أخر. وهذا يجعلني أعتقد أننا لدينا نقطة عمياء وهذا الإعتقاد قد وصلنا إليه من الحقيقة التي توصل إليها خبرائنا".


By Kelly Crowe, CBC News


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى