تجارب الاقتراب من الموت تسعى إلى اكتشاف ما بعد الحياة
2013-08-19 02:30:11
/
لا تزال مثار جدل وانقسام بين العلم والدين
لا تزال تجربة الاقتراب من الموت مثار انقسام رئيس بين الدين والعلم، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن للوعي أن يعمل بشكل مستقل بعيدًا عن الجسم، وبالتالي، يظل باقيًا على قيد الحياة، رغم موت الإنسان جسديًا؟، وهل يمكن لذلك أن يثبت وجود "الروح"، وتأكيد وجود "أشباح"، وكذلك ظواهر أخرى روحية أو خارقة؟.
كشفت دراسة بحثية جديدة، خاصة بتجربة الاقتراب من الموت، عن حدوث مستويات عالية من الموجات الدماغية عند نقطة الموت لدى مجموعة من فئران التجارب. واكتشف الباحثون، الذين أجروا تلك الدراسة في جامعة ميتشيغن، ونُشرت في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، أنه في الفترة التي تستمر على مدار 30 ثانية بعد توقف نبض قلوب القوارض، تحدث زيادة حادة في الموجات الدماغية عالية التردد.
ويتم تعريف تجربة الاقتراب من الموت بأنها ذكريات غير عادية مرتبطة بفترة من اللاوعي، خلال إما الجروح أو الأمراض الخطيرة أو الإنعاش من سكتة قلبية أو تنفسية.
أضواء ومقابلة الموتى
يتحدث بعض الأشخاص، الذين ربما توفوا من الناحية الفنية، عن مرورهم بتجارب "قرب أو ما بعد الموت". وكان باحث يدعى دين موبس من وحدة علوم الدماغ والإدراك في مجلس البحوث الطبي في كامبريدج وزميلة تدعى كارولين وات من قسم علم النفس في جامعة إدنبرة قد نشرا دراسة عنوانها "لا يوجد شيء خارق بشأن تجارب الاقتراب من الموت: كيف لعلم الأعصاب أن يفسر رؤية أضواء ساطعة، مقابلة الموتى أو الاقتناع بأنك واحد منهم"، وهي الدراسة التي رفضت الاعتداد بأية حسابات روحية.
وأوضحا أنه وبينما يتحدث 3 % من الأميركيين عن مرورهم بتجارب ذات صلة بالاقتراب من الموت، فقد وجدوا أن هناك حسابات علمية أخرى للظواهر المرتبطة بتلك التجارب.
فيما قال دكتور جيمو بورجيجين، الباحث الرئيس في التجربة التي أجريت على فئران التجارب، وتم تناقلها على نطاق كبير خلال الأيام القليلة الماضية، إن الدماغ المتوفى لم يتوقف أيضاً كما كان متوقعاً، بل تبين أنه بدلاً من ذلك يكون أكثر نشاطاً أثناء عملية الموت من حالة اليقظة.
ولفت موبس ووات أيضًا إلى أن الظواهر النفسية، مثل "كوتار أو متلازمة جثة المشي" قد تفسر بعض الأحاسيس الغريبة، التي يتم ذكرها في تجارب الاقتراب من الموت.
السير في نفق
وأضافا أنه في تلك التجارب، يتحدث 50 % عن تعرّضهم للموت، و24 % عن خروج روحهم من أجسادهم، و31 % عن تذكرهم المشي في نفق، و32 % عن مقابلة أناس متوفين. واتفقا على أن التحفيز الكهربي لمناطق في الدماغ قد يؤدي إلى شعور بالوجود.
لكن باحثين أكاديميين آخرين اختلفوا مع المحاولات التي سعى من خلالها موبس ووات إلى شرح تجارب الاقتراب من الموت وإثارة حسابات غير روحية أو أخرى علمية بحتة.
وأكد هؤلاء الباحثون أن الفهم الروحي لما يحدث لنا يختلف عن وجهة النظر العلمية، لأنها تضع مصداقية كبيرة بتجارب الإنسان وتلك القصص الخاصة بفراش الموت. ويتطلب العلم أدلة من إجراء مسوحات ضوئية للدماغ ونسخًا متماثلة وقياسات دقيقة.