المالكي: نعد لضرب أمراء حرب يسعون لاعادة العراق لمربع الاقتتال الطائفي
2013-05-28 16:26:35
/
مع استمرار التفجيرات وسقوط العشرات من الضحايا لليوم الثاني
فيما قررت الحكومة العراقية اتخاذ سلسلة اجراءات لمواجهة تصاعد العنف الذي يضرب البلاد، فقد قال رئيس الوزراء نوري المالكي إن حكومته مصممة على ضرب الخارجين على القانون بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم السياسية ومواجهة امراء الحرب الساعين لاعادة البلاد الى مربع الحرب الطائفية، بينما دعت الحكومة القوى السياسية لعقد لقاء مشترك لمناقشة التطورات السياسية والامنية وتحمل مسؤولياتها في هذا الجال.
قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال مؤتمر صحافي في بغداد عقب اجتماع حكومته اليوم الثلاثاء تعليقًا على التفجيرات التي تشهدها البلاد إنه تم بحث تصاعد العمليات الارهابية فقررت الحكومة "الضرب بيد من حديد على كل من يعبث بالامن مهما كانت مذاهبهم واتجاهاتهم السياسية ودعم الاجهزة الامنية في ملاحقة المحرضين على الفتنة الطائفية ومنفذي عمليات الارهاب".
وشدد المالكي على أن حكومته مصممة على ضرب جميع انواع الميليشيات والعصابات المسلحة الخارجة على القانون، والتي اكد أنها تشكل خطًا احمر مرفوضًا. وقال إن الحكومة ستضرب كل محاولات اعادة العراق الى مربع الاحتراب الطائفي الذي شهده العراق عامي 2006 و2007 من قبل امراء الحرب والارهاب . وحذر فضائيات قال إنها تعمل على تفجير الفتنة الطائفية وقال إن الحكومة ستقاضيها وتتخذ ضدها اجراءات رادعة تمنع محاولاتها هذه.
ووجه المالكي نداء الى القوى السياسية لعقد اجتماع لبحث الازمة الحالية وقال إن هذه الدعوة موجهة الى كل الذين يؤمنون بوحدة العراق ويرفضون الطائفية ويقفون ضد الارهاب وضد امراء الحرب والميليشيات الساعية لإراقة الدم العراقي.
ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء صالح المطلك خلال المؤتمر الصحافي إن الحكومة اكدت تحديها لقوى الارهاب والميليشيات وجميع حاملي السلاح خارج ارادة الدولة. وقال: "اطمئن العراقيين أننا مصممون على ضرب الارهاب وعليهم عدم الرعب ومواصلة حياتهم الطبيعية فنحن مصممون على ضرب امراء الحرب والوقوف بوجههم".
يذكر أن مسلحين ينتمون الى مختلف الميليشيات الشيعية والتنظيمات المسلحة السنية بدأت تظهر في مناطق بغداد مؤخرًا وتنفذ عمليات اغتيال على الهوية كما تقوم بنصب دوريات متحركة للاختطاف.
اجراءات حكومية لمواجهة العنف
وعلى الصعيد نفسه، فقد ناقش مجلس الوزراء بجلسته الإعتيادية الثانية والعشرين المنعقدة صباح هذا اليوم الثلاثاء برئاسة المالكي "التحديات الأمنية وسبل التصدي لها"، كما قال بيان صحافي رسمي تسلمته "ايلاف" مشيرًا الى انه تم اتخاذ عدة اجراءات لمواجهة تصاعد العنف تتضمن:
1. دعم الأجهزة الأمنية لملاحقة المحرضين والمنفذين للأعمال الإرهابية والتحذير من إستغلال الظروف.
2. ملاحقة كل أنواع الميليشيات والضرب بقوة على كل من يخرج على النظام العام.
3. تحذير وسائل الإعلام المحرضة على الفتنة الطائفية من خطورة هذا النهج على الصالح العام، وتنفيذ اجراءات صارمة بحقها في حال تماديها.
4. دعوة القوى السياسية لعقد لقاء مشترك لمناقشة التطورات وتحملها لمسؤولياتها .
5. يؤكد مجلس الوزراء على وحدة موقفه ضد الإرهاب وأي إخلال بالأمن ولن يتسامح مع أي عابث بالأمن مهما كان ويقف حازماً متماسكاً في هذا المجال.
استمرار العنف في بغداد لليوم الثاني على التوالي
وتأتي هذه الاجراءات في وقت تواصلت عمليات العنف التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد لليوم الثاني على التوالي، حيث شهدت مناطق فيها عمليات تفجير واغتيالات بعد 24 ساعة من مصرع واصابة اكثر من 315 شخصًا امس.
فقد قتل وجرح 34 شخصًا في تفجير وقع عند مدخل مدينة الصدر شرق بغداد، وقال مصدر امني إن حصيلة ضحايا انفجار السيارة المفخخة في ساحة مظفر في مدينة الصدر قد بلغ ستة قتلى و28 جريحًا حالة بعضهم خطيرة .
كما قُتل أربعة مسلحين واُعتقل 15 آخرون بينهم مطلوبون بتهم ارهابية في تجدد للاشتباكات بين مسلحين وقوات عراقية مشتركة شمالي الموصل حيث عثرت القوات الأمنية على كدس كبير للعتاد خلال الاشتباكات.
وفي محافظة صلاح الدين اربية، فقد قتل واصيب اربعة من عناصر الصحوة لدى استهدافهم من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة اطلقوا النار عليهم بعد ظهر اليوم.
كما اعلنت وزارة الدفاع العثور على ثلاثة منازل مفخخة وكمية كبيرة من العتاد والمتفجرات واعتقال شخصين خلال عملية أمنية غرب الموصل. وقالت الوزارة في بيان تلقته "ايلاف" " إن "قوة من قيادة عمليات الجزيرة والبادية نفذت، ظهر اليوم، عملية أمنية في منطقة سنيسلة بقضاء البعاج، (125 كم غرب الموصل) عثرت خلالها على ثلاثة منازل مفخخة".
وأضافت الوزارة أن "القوة عثرت خلال العملية أيضًا على 50 عبوة ناسفة وثلاث قنابر نمساوي و500 كغم من مادة سي فور وثماني قنابر هاون 60 ملم وعجلة حديثة بدون ارقام" مشيرة إلى أن "القوة اعتقلت خلال العملية شخصين مشتبهاً بهما". وأوضحت أن "العملية نفذت وفقًا لمعلومات استخبارية دقيقة"، مؤكدًا أن "القوة تمكنت من معالجة المنازل المفخخة ونقل المتفجرات إلى مكان آمن".
وفي وقت سابق اليوم حذرت الامم المتحدة من انزلاق العراق الى مصير مجهول ودعت قادته لحوار يوقف المذابح فيما انتقد الصدر تقصير الحكومة وسط مطالبات بتعيين الوزراء الامنيين لوقف التدهور الامني.
وقد سقط حوالي 100 قتيل وأصيب العشرات في التفجيرات التي تشهدها بغداد منذ امس والتي تشير إلى تصاعد العنف الطائفي فيالعراق وحيث لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن التفجيرات لكنّ مقاتلي جماعة دولة العراق الإسلامية المنتمية الى تنظيم القاعدة كثفوا الهجمات منذ بداية العام الحالي وكثيراً ما استهدفوا أحياء الشيعة. وتصاعدت التوترات الطائفية لأعلى مستوى منذ انسحاب القوات الأميركية نهاية عام 2011 كما أن الصراع في سوريا يسبب توترًا في التوازن الطائفي الهش بالعراق.
وتقول احصاءات الامم المتحدة إن ما يزيد عن 700 شخص قتلوا في حوادث عنف في العراق الشهر الماضي وهو أعلى عدد من القتلى في شهر واحد منذ ما يقرب من خمس سنوات فيما تجاوز عدد القتلى خلال الشهر الحالي 300 شخص حتى الآن.