إنتخابات العراق... الرصاص يغتال المرشحين والتهديد يقيل المشرفين

2013-03-17 21:29:40
  • المرشحة التي تم اغتيالها في حفل زفاف في قرية العريش جنوبي الموصل خميسة أحمد البجاري
  • ملصق دعائي للمرشحة خميسة البجاري
/

وسط توقعات عراقية بتأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي نينوى والأنبار بسبب سوء الأوضاع الأمنية فيهما، تتصاعد عمليات اغتيال يتعرض لها المرشحون الذين سقط ستة منهم لحد الآن برصاص مجهولين بالترافق مع استقالات جماعية يقدمها مشرفون على الاقتراع نتيجة التهديدات بالموت التي يتلقونها.


شهدت محافظات عراقية على مدى الايام العشرة الماضية اغتيال عدة مرشحين لانتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في العشرين من الشهر المقبل، فيما يضطر مشرفون ينتمون إلى المفوضية العليا للانتخابات إلى تقديم استقالات اثر تهديدات بالقتل يتلقونها من مجهولين.


ففي محافظة الموصل الشمالية اغتيلت في الرابع عشر من الشهر الحالي المرشحة للانتخابات عن قائمة البناء والعدالة خميسة أحمد البجاري مع زوجها بإطلاق النار من قبل ثلاثة مسلحين يرتدون زي الشرطة اثناء مشاركتهما في حفل زفاف لدى أقاربهما في قرية العريش جنوب الموصل. ويرأس قائمة تجمع البناء والعدالة الانتخابية نائب رئيس مجلس محافظة نينوى الكردي المعارض ديلدار زيباري.


وتُعد البجاري ثالث مرشح للانتخابات يقتل في محافظة نينوى خلال أقل من أسبوع حيث شهدت في الثاني عشر من الشهر الحالي مقتل أحمد صالح السبعاوي المرشح للانتخابات المحلية المقبلة عن قائمة تجمع أم الربيعين الوطني المؤيدة لرئيس الوزراء نوري المالكي بهجوم نفذه مسلحون مجهولون يستقلون سيارة حديثة شرقي مدينة الموصل. كما قتل قبل ذلك بيوم بهجت مصطفى المرشح لانتخابات مجالس المحافظات عن حركة تصحيح بهجوم مسلح نفذه مجهولون لدى خروجه من مسجد غرب الموصل.


ويرأس حركة تصحيح النائب كامل الدليمي عن القائمة العراقية المؤتلفة في محافظة نينوى ضمن قائمة نينوى الموحدة التي يرأسها عبد الله عجيل الياور، أمين عام حركة العدل والاصلاح. وتشهد المحافظة تصعيداً أمنيًا منذ أسابيع حيث تم استهداف شخصيات معروفة فضلاً عن مدنيين وقوات أمن ما اسفر عن مقتل حوالي 270 شخصًا.


وفي محافظة الأنبار الغربية تم في العاشر من الشهر الحالي اغتيال مرشحين للانتخابات المحلية المقبلة هما رئيس المجلس المحلي في مدينة الرطبة مثنى الكبيسي وعضو مجلس مدينة هيت بهجت مصطفى.


وقال مصدر أمني إن الكبيسي اصيب بثلاث رصاصات في مناطق مختلفة من جسمه وتوفي اثناء نقله إلى مستشفى الرمادي بعد أن أصيب بنيران مسلحين عند خروجه من احد المساجد وسط القضاء بعد صلاة العشاء. يذكر أن الكبيسي مرشح لانتخابات مجلس محافظة الأنبار. أما بهجت مصطفى المرشح لانتخابات مجلس محافظة الموصل فقد اغتيل اثناء خروجه من الجامع.


وأمس السبت اصيب ثلاثة من عائلة أحد المرشحين لائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي بهجوم مسلح على منزلهم شرق الموصل. وقال مصدر أمني إن "ارهابيين هاجموا منزل علي الزهيري وهو مرشح عن قائمة دولة القانون لمجالس المحافظات واطلقوا النار ما اسفر عن اصابة ثلاثة من افراد عائلته بجروح في إحدى القرى التابعة لقرية النمرود شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى".


وأوضح أن المرشح الزهيري لم يكن في المنزل عند وقوع الهجوم مشيرًا إلى أنّ افراد عائلته المصابين هم رجل وامرأتان. وقال إن المسلحين وبعد تنفيذهم الهجوم لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة فيما نقلت الشرطة المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج وفتحت تحقيقاً في الحادث.


ولم تعلن أي جهة لحد الآن مسؤوليتها عن تنفيذ عمليات اغتيال المرشحين وتهديد موظفي المفوضية العليا للانتخابات الا أن اصابع الاتهام تشير إلى مسلحي تنظيم دولة العراق الاسلامية التابع لتنظيم القاعدة المسؤول الرئيسي عن عمليات العنف التي تشهدها البلاد بحسب البيانات التي تصدر عنه.


وفي محافظة ديالى (وسط) فقد حذر محافظها عمر الحميري من استهداف مرشحي الانتخابات في المحافظة. وقال إن "بعض محافظات البلاد شهدت في الأيام الماضية عمليات اغتيال المرشحين للانتخابات المحلية في مسعى للتأثير عليها من قبل أصحاب الأجندات الخارجية ودعاة الفتن"، محذرًا من "انتقال حمى استهداف مرشحي الانتخابات المحلية إلى ديإلى".


وازاء ذلك اعلنت مفوضية الانتخابات قلقها من عدم امكانية اجراء الانتخابات في مناطق شمال وغرب محافظة الموصل الشمالية بسبب استقالات جماعية لموظفيها نتيجة تهديدات تعرضوا لها.


وقال مدير العمليات في المفوضية وليد الزيدي خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس إن اجراء انتخابات في تلك المناطق يتوقف على مدى التطورات الأمنية خلال الاسابيع المقبلة، وذلك على خلفية التهديدات التي يتعرض لها موظفو الاقتراع فيها. وأوضح ان هذه المناطق تحتاج إلى 27 الف موظف اقتراع، " وكلما حاولنا اكمال هذا العدد نفاجأ باستقالات جماعية بسبب التهديدات".


يأتي ذلك وسط توقعات بأن تتخذ المفوضية العليا للانتخابات قرارًا خلال ايام قليلة بتأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى الشمالية والأنبار الغربية اللتين يتعرض المرشحون فيهما على الخصوص إلى عمليات اغتيال متصاعدة فيما يتلقى المشرفون على الاقتراع من موظفي المفوضية تهديدات مستمرة بالقتل في حال مواصلتهم لعملهم.


وكان مجلس محافظة الأنبار طلب من المفوضية الاثنين الماضي تأجيل انتخابات المحافظة إلى اشعار آخر بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي تشهدها. لكن رئيس البرلمان أسامة النجيفي عارض أمس خلال زيارته لمحافظة الأنبار تأجيل الانتخابات وحث المواطنين على معارضة قرار مجلس المحافظة بهذا الخصوص.


ودعا وجهاء الأنبار وشيوخها ورجال الدين فيها للضغط على الحكومة من أجل تنفيذ مطالبهم ومطالبة رئيس الحكومة بجعل كتلته النيابية ائتلاف دولة القانون تصوت داخل مجلس النواب على التشريعات التي يطالبون بها.


يذكر أنّ المفوضية العراقية العليا للانتخابات كانت قررت إجراء الانتخابات المحلية وهي الاولى منذ آخر انتخابات محلية جرت عام 2009 في 14 محافظة عراقية من بين محافظات البلاد الـ18، حيث لن تجري في محافظة كركوك المختلف على انتخاباتها بين مكوناتها التركمانية والكردية والعربية، وكذلك في محافظات اقليم كردستان الثلاث وهي أربيل والسليمانية ودهوك التي تحدد موعد انتخاباتها حكومة الاقليم.


وقد تقدم لخوض الانتخابات المقررة الشهر المقبل 8100 مرشح للتنافس على 440 مقعدًا في مجالس المحافظات الاربع عشرة المقرر أنّ تشهد الانتخابات المحلية.



Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى