"وعد الشمال" مشروع سعودي يعد العالم بفائض من الفوسفات

2014-03-05 16:20:36
  • مدينة وعد الشمال السعودية للتعديين
  • مشروع مدينة مخصصة لتعدين الفوسفات وإنتاج وتسويق مشتقات منه
/
دشنت السعودية مدينة وعد الشمال لتعدين الفوسفات، تصل تكلفته إلى 36 مليار دولار، يعزز حضورها في أسواق المعادن. إلا أن فائضًا مرتقبًا في توريد الفوسفات عالميًا قد يؤخر عوائد هذا المشروع قليلًا.

الرياض: في الرابع من شباط (فبراير) الماضي، وقع أربعة مسؤولين سعوديين سلسلة من العقود الانشائية لإطلاق مشروع مدينة مخصصة لتعدين الفوسفات وإنتاج وتسويق مشتقات منه، سمي مشروع وعد الشمال، الذي يقوم قرب طريف المحاذية للحدود مع الأردن.

على قدم وساق
هناك، متوقع أن تقوم مدينة تعدينية متكاملة، تتصل بالأسواق العالمية من خلال سكة حديد موصولة بالموانئ السعودية على الخليج، قريبًا من مناجم الفوسفات الغنية في الخربة. وبين هذه العقود اتفاقيات لشق طرق ومد سكك حديد وإنشاء مصنع لتكرير المياه وتحليتها، وإقامة بنى تحتية مختلفة تشمل مواقع للإقامة، بكلفة إجمالية تصل إلى 9.6 مليارات دولار.

في وسط المشروع منشأة متكاملة للتنقيب عن الفوسفات وتعدينه، يجري تطويرها بتعاون بين شركة معادن السعودية بنسبة 60 بالمئة، وشركة موزاييك الأميركية بنسبة 25 بالمئة، والمؤسسة السعودية للصناعات الأساسية بنسبة 15 بالمئة.

وفي شباط (فبراير)، وقعت شركة معادن عقودًا هندسية وتوريدية، بينها إنشاء مصنع لحمض السولفور ينتح 4.9 ملايين طن سنويًا، ومصنع آخر ينتج 1.5 مليون طن سنويًا من حمض الفوسفور، ومصنع ثالث، بكلفة إجمالية تقدر بنحو 3.7 مليارات دولار. وتقدر الكلفة الاجمالية لإنشاء مدينة وعد الشمال التعدينية بنحو 36 مليار دولار.

تنمية مستدامة
ويقول الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية السعودي ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، للعربية إن توقيع هذه العقود الإنشائية يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، والتنويع الاقتصادي في المنطقة الشمالية، وزيادة معدلات النمو وتوفير الوظائف. ورجح العساف أن تساهم المشاريع التعدينية الصناعية في تعزيز مكانة السعودية في الأسواق العالمية.

وساهم في المشروع جهات عدة، بينها وزارة المالية، من خلال تمويل البنية التحتية والمؤسسات المرتبطة بها، كصندوق الاستثمار العام والإقراض، بالنسبة إلى المشاريع التي ستقام في المنطقة، وشركة سار المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، والصندوق الصناعي، وشركة سنابل.

ووقع العساف، كونه رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة المالك للشركة السعودية للخطوط الحديدية - سـار، عقدًا مع شركة تبسا لتولي مهام استشاري الإدارة والإشراف على تنفيذ ربط مدينة وعد الشمال التعدينية بالموانئ على الخليج العربي، في الجبيل الصناعية ورأس الخير التعدينية.

التطور الطبيعي
يقول محمد الجاسر، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، إن هذه الخطوة انتقال من مرحلة الانتاج الأولي إلى مرحلة التعدين مسالة تطور طبيعي. وأضاف: "بدأنا تصدير النفط الخام، ثم انتقلنا إلى التكرير، ثم إلى التصنيع البتروكيميائي، ثم إلى التصنيع على المستوى الواسع".

وهذه المدينة الصناعية، كمثيلاتها في الجبيل وينبع اللواتي يتركز نشاطهن في إنتاج البيتروكيميائيات، هي جزء من المجهود الحكومي السعودي لتنويع الاقتصاد، بعيدًا عن الاعتماد الكلي على النفط، من أجل خلق فرص عمل واستثمار.

ويأتي إطلاق مشروع وعد الشمال في وقت يرتفع فيه الطلب على الفوسفات، إذ تقدر منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة ارتفاع الحاجة الدولية للأسمدة المستخلصة من الفوسفات بنسبة 2 بالمئة حتى العام 2016. أقل من 60 بالمئة من الطلب يأتي من آسيا، حيث يتوقع ان يرفع استخدام الفوسفات بنشبة 32 بالمئة حتى العام 2016.

عرض وطلب
ومع ارتفاع الطلب، العرض يرتفع أيضًا. وتقدر منظمة الزراعة والأغذية ارتفاع العرض نحو 3 بالمئة سنويًا، خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. ومع دخول مشروع وعد الشمال قيد الانتاج في أواخر العام 2016، تكون مرحلة الخلل في التوازن قد وصلت قمتها، مقلصة الأسعار العالمية إلى حد أدنى، على الأقل في المدى القصير.

إلى ذلك، لا يمكن إغفال المنافسة الحامية في السوق، في ضوء ضخ المغرب فائضًا كبيرًا من الفوسفات، يقدر بنحو 60 بالمئة من المخزون العالمي، في السوق الصناعية الدولية.

وبالرغم من أن المنافسة والضغط على أسعار الفوسفات قد تخيف بعض المستثمرين من الدخول في مشروع وعد الشمال، يبقى هذا المشروع واعدًا جدًا. فمنتجون كثيرون للفوسفات يؤكدون حصول تراجع في إنتاج هذا المعدن خلال عقدين من الزمان، لكن السعودية تملك مناجم غنية بالفوسفات، هي الأكبر في العالم، تقدر بنحو 3 مليارات طن أو أكثر.

حيان الهاجري - إيلاف


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى