تقرير: البيت الأبيض تجاهل تحذيرات جادة من خطر داعش

2014-07-07 14:43:44
  • Reuters -  داعش - الصورة ل رويتر
/

 

من داخل إدارته

نشر موقع ديلي بيست تحليلاً سياسياً طرح سؤالاً لم يجد له كثير من المتابعين جواباً شافياً، ألا وهو: لماذا تجاهلت إدارة أوباما تحذيرات خطيرة وردتها من عدة أطراف حول خطر تنظيم داعش الإرهابي على أمن وسلامة منطقة الشرق الأوسط.

يقول ديلي بيست إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زار في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013 البيت الأبيض، وتقدم بطلب مدهش. فقد طالب المالكي، الذي احتفل بخروج القوات الأمريكية من بلاده في عام 2011، بعودة تلك القوات إلى العراق لمساعدة قواته الجوية المحاصرة على توجيه ضربات جوية لمتمردين متشددين يقودهم تنظيم داعش.

أربعون تفجيراً انتحارياً في كل شهر
ويضيف الموقع أنه أنه بعد مرور اثنى عشر يوماً على طلب المالكي، قدم أيضاً بريت ماجورك بتحذير مشابه، إلى الكونغرس، وماجورك هو نائب وزير الخارجية الأمريكي، وأرفع مسؤول في الإدارة الأمريكية متواجد في بغداد منذ بدء الأزمة في الشهر الماضي.

قال ماجورك في تقريره، إن عدد الهجمات الانتحارية التي نفذها داعش ارتفعت إلى 40 هجوم شهرياً، متشجعاً بضعف الجيش العراقي ورداً على سياسات الحكومة العراقية. لكن واشنطن رفضت تلبية طلب المالكي فضلاً عن تجاهل تحذيرات ماجورك، حيث لم يكن لدى أوباما خيار في دعم رئيس الوزراء العراقي.

بذور الفتنة
ويقول ديلي بيست إن سياسات المالكي المتشددة، مثل شن غارات جوية لمقاومة الإرهاب ضد زعماء متشددين ومتعاطفين مع المجموعات المسلحة، قد زرع بذور الأزمة الحالية، والفتنة السنية - الشيعية التي يشهدها العراق.



وفي حين تعهد أوباما ببيع الجيش العراقي ما قيمته قرابة 11 مليلر دولار من الأسلحة الأمريكية المتطورة، فإنه لم يكن مستعداً لاستخدام تلك الرافعة بطريقة فعالة لإقناع المالكي بالرجوع عن إصلاحاته السابقة. وهكذا بدأت قدرات الجيش العراقي في التقهقر في وقت بدأ فيه تنظيم داعش باكتساب قوة وزخم هجومي.

آذان صماء
ويتابع الموقع أنه بعد سقوط الفلوجة في الأنبار بيد داعش، مضى كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية في التأكيد على استحالة سقوط ثاني أكبر المدن العراقية، أي الموصل. لكن لقاءات مع عشرات من رجال الاستخبارات والديبلوماسيين وصناع القرار سواء من الأمريكيين أو العراقيين، تكشف عن حكاية مغايرة. فيقول هؤلاء إن كارثة كسقوط الموصل لم تكن متوقعة وحسب، بل إنهم حذروا أوباما من أن شيئاً من هذا القبيل سيحدث. لكن البيت الأبيض صم آذانه عن تلك التحذيرات.

مراقبة جوية متأخرة
ويخلص دايلي بيست إلى أنه عوضاً عن التحرك لدرء خطر داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة، دأبت إدارة أوباما على اتخاذ سلسلة من أنصاف الحلول. إذ كما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في الشهر الماضي، كان من الممكن أن يؤدي نشر طائرات مراقبة غير مأهولة في الأجواء العراقية لمراقبة تقدم مجموعات كداعش، واليوم تجري تلك الطائرات أكثر من 50 طلعة يومياً، ولديها صلاحية التحليق في الأجواء العراقية، في حين يستعد أكثر من 300 جندي أمريكي لتوجيه تلك الطائرات نحو أهداف محددة. ورغم ذلك لا نستطيع إلا أن نتساءل عن جدوى تلك التحركات في القضاء على خطر داعش وعودة الأمان إلى ربوع المنطقة.

24 - إعداد: ميسون جحا - بتصرف


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى