هزيمة مفاجئة للبيشمركة.. وبوادر إبادة جماعية في سنجار على يد "داعش"

2014-08-03 21:27:13
  • قوات البيشمركة الكردية
/

 

رفع تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) راياته السوداء على مباني مدينة سنجار ذات الغالبية الكردية الايزيدية، أمس، وهي ثاني مدينة تنسحب منها قوات البيشمركة بعد زمار،

ما دفع 200 ألف شخص إلى النزوح وسط تحذير الأمم المتحدة من حدوث "إبادة جماعية" للعالقين في تلك المنطقة التي تضم عشرات الآلاف من نازحي الموصل.


واعتبرت أن سنجار تشهد "مأسأة انسانية"، ووردت تقارير بحدوث مجازر أولية أودت بحياة العشرات، فيما تضاربت التقارير حول سيطرة المتشددين على سد الموصل وهو الأكبر في العراق.


وبينما أعلن إقليم كردستان عن هجوم واسع لاستعادة ما فقده، إلا أن التقهقر المفاجئ للبيشمركة ترك شكوكاً حول مدى كفاءة هذه القوات في التصدي لـ (داعش) رغم أن مراقبين قرأوا هذا الانسحاب بأنه "تكتيكي" لكسر الإحجام الأميركي عن تزويد الأكراد بأسلحة حديثة.


وفي تفاصيل التقهقر الكردي المفاجئ أمام المتشددين، قال الناطق باسم الاتحاد الوطني الكردستاني خيري سنجاري، إن "قوات البيشمركة انسحبت من قضاء سنجار، واقتحم مسلحو داعش المدينة ورفعوا راياتهم فوق الأبنية الحكومية ومقرات الأحزاب".


وأضاف ان "المواطنين نزحوا الى دهوك والمناطق الجبلية والهضاب خارج المدينة"، مشيرا إلى أن "قوات البيشمركة تتجمع خارج المدينة وتنتظر وصول تعزيزات".


افاد مسؤول عسكري كوردي الاحد أن قوة بقيادة منصور بارزاني تخوض معارك عنيفة بالاسلحة الثقيلة مع ارهابيي داعش في مسعى يهدف لتحرير بلدتي سنجار وزمار من قبضة الارهابيين.


تأكيد الانسحاب

بدوره، أكّد مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياس سوجي، ان "قوات البيشمركة انسحبت بالكامل من ناحيتي كرتازرك وملا خضر" التابعتين لقضاء سنجار.


ورفع مسلحو التنظيم راياتهم على المباني الحكومية في هذا القضاء الذي تقطنه الأقلية الايزيدية. ووفق مصادر كردية فإن التنظيم قام بتفجير عشرات المزارات الخاصة بأقليات سنجار.


وهذه ثاني حادثة انسحاب لقوات البيشمركة من المدن التي فرضت سيطرتها عليها، خلال يومين بعد انسحابها من منطقة زمار الغنية بالنفط أول من أمس.


مجازر جماعية

وتحدث تقارير عن حدوث مجازر جماعية بحق الأقلية الإيزيدية في سنجار. وبحسب موقع "خندان"، فإن عناصر (داعش) قاموا باعتقال عدد من الايزيديين وطلبوا منهم إعلان إسلامهم، مبينا انهم يطلقون النار على كل من يرفض طلبهم. وأشار الموقع ان عناصر التنظيم قتلوا 30 إيزيدياً في بداية دخولهم.


وقال أحد السكان ويدعى اياس خلف "نحن هنا مع عشرات الأسر نحتمي في قمة جبل سنجار ويحيطنا الإسلاميون".


والايزيدية مزيج من ديانات عدة مثل اليهودية والمسيحية والإسلام والمانوية والصابئة ولدى أتباعها طقوس خاصة بهم ويشتهرون بصناعة الكحول والحلويات.


ونشرت الجماعة في حسابها على تويتر صورة لواحد من مقاتليها الملثمين وهو يحمل مسدسا ويجلس على مقعد رئيس بلدية سنجار بمكتبه. وظهرت خلف الرجل الملثم صورة زعيم كردي مشهور.


سد الموصل

وتضاربت التقارير حول سيطرة التنظيم على أكبر سد في العراق، وهو سد الموصل. وقد يمكن الاستيلاء على سد الموصل التنظيم من إغراق مدن عراقية رئيسية مما يزيد المخاطر بشكل حاد في مسعى التنظيم للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.


كما سيطر التنظيم أيضا على حقل عين زالة النفطي ليضيفه إلى أربعة حقول سيطر عليها بالفعل إلى جانب ثلاث بلدات.


وقوبل التنظيم بمقاومة كردية قوية في بداية أحدث هجوم له أثناء الاستيلاء على بلدة زمار. ورفع المتشددون الأعلام السوداء للتنظيم على المباني وهو إجراء عادة ما يتبعه عمليات إعدام جماعي للخصوم وفرض فكر متشدد يعتبره حتى تنظيم القاعدة متطرفا.


وهاجم مقاتلو الدولة الإسلامية (داعش) بلدة زمار من ثلاثة اتجاهات على شاحنات محملة بالأسلحة ليهزموا القوات الكردية التي دفعت بتعزيزات إلى البلدة.


في الأثناء، اعلن القيادي في البيشمركة، اللواء عبد الرحمن كوريني، أن قواته بدأت بشن حملة أمنية ولن تتوقف حتى تطهير مدينة الموصل من المتشددين، مؤكداً تجهيز البيشمركة بكل الأسلحة المطلوبة ومن ضمنها الثقيلة.


تحذيرات من إبادة

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن استيلاء جهاديين على مدينة سنجار دفع نحو 200 ألف شخص الى الفرار محذرة من وجود مخاوف كبيرة على سلامتهم ومن "مأساة إنسانية".


وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي مالدينوف في البيان ان "مأساة إنسانية تحدث في سنجار". وأوضح البيان ان "الأمم المتحدة لديها مخاوف كبيرة على السلامة الجسدية لهؤلاء المدنيين المحاصرين من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية" في جبال سنجار.


ولا يزال مصير آلاف اللاجئين من التركمان الشيعة الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور واتخذوا من سنجار ملجأ لهم مجهولاً.


بدورها، حذرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، من تعرض الايزيديين والتركمان العالقين في جبل سنجار للإبادة الجماعية، داعية الى إغاثتهم بشكل عاجل. وقالت عضو المفوضية سلامة الخفاجي إن "الايزيديين والتركمان العالقين في جبل سنجار بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي معرضون للإبادة الجماعية".



تقدم (داعش)

قال المحلل السياسي إحسان الشمري انه "نتيجة لعدم تقدم داعش في المحافظات الجنوبية ووقف زحفها، استدارت على إقليم كردستان سعيا لمكسب جديد وجعلت كردستان هدفها لها".


وأضاف ان "الأكراد كان لديهم غرور اكثر من اللازم ويعتقدون ان لديهم قدرة خرافية جاءت نتيجة خبرتهم في قتال الجيش العراقي في السابق، لكنهم اليوم أصبحوا في مرمى نيران داعش".


وتابع "اعتقد ان هزيمة الأكراد نتيجة طبيعية لأن تنظيم الدولة الإسلامية مدرب على حرب شوارع، الأمر الذي تفتقده قوات البيشمركة".


بغداد / نيوز


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى