ثورة جديدة في إيران... والشعب بطلها

2013-06-16 20:16:33
  • مؤيدة للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني
  • مؤيدون للرئيس الإيراني حسن روحاني يحتفلون بفوزه في الانتخابات في شوارع طهران
  • إيرانية ترفع علامة النصر بعد فوز الرئيس المنتخب حسن روحاني
  • مؤيدون للرئيس الإيراني حسن روحاني يحتفلون بفوزه في الانتخابات في شوارع طهران
  • مؤيدة للرئيس الإيراني حسن روحاني تعمل في دائرة لإدارة حملته الإنتخابية
  • حسن روحاني الرئيس الجديد
/
فوز روحاني يبشر بعهد جديد في الجمهورية الإسلامية

الرجل الأكثر اعتدالاً من بين ستة مرشحين للرئاسة في إيران حقق نصراً مفاجئا يوم أمس، حيث حصد أصوات الملايين من الإيرانيين الرافضين بشكل قاطع المتشددين الذين سيطروا على بلادهم على مدى السنوات الثماني الماضية.


بيروت: حصل حسن روحاني، الرئيس الايراني الجديد، على أكثر من 50.7% من الأصوات في الانتخابات الايرانية، وهو ما يكفي لتجنب جولة الاعادة مع محمد باقر قاليباف، رئيس بلدية طهران، الذي جاء في المرتبة الثانية مع 16.6% من الاصوات. أما سعيد جليلي، الذي كان يفترض أن يكون المرشح الأوفر حظاً، فقد كافح لتحقيق المركز الثالث مع 11.4.


 

ذهول الحكّام
انتصار روحاني حمل القليل من الدهشة وأثار ذهول النخبة الحاكمة التي كانت عاقدة العزم على تأمين انتصار المحافظين الذين يحظون بدعم معظم رجال الدين، قادة الحرس الثوري ووسائل الإعلام الرسمية.

 

وتجمعت الحشود الايرانية الليلة الماضية بالقرب من مقر روحاني في طهران وهتف الجميع "يحيا الإصلاح، يحيا روحاني" و"باي باي أحمدي" في اشارة الى محمود أحمدي نجاد، الرئيس المنتهية ولايته.


أمل

وتعطي نتيجة الانتخابات بصيصاً من الأمل في تحسن العلاقات بين الجمهورية الاسلامية والغرب، وتحقيق اختراق في الجمود بشأن برنامج ايران النووي الذي يهدد بتوجيه ضربات عسكرية للبلاد من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.

يشار إلى أن جاك سترو، وزير الخارجية السابق الذي كان قد تعامل مع روحاني خلال المفاوضات النووية، وصف الرئيس الايراني الجديد بأنه "ديبلوماسي محنك جدا وسياسي مميز". وقال: "الثقة الكبيرة في الدكتور روحاني تظهر جوع الشعب الإيراني لكسر النهج المتشدد الذي هدم الدولة، ولنسج علاقات بناءة أكثر مع الغرب".


ثورة

رئاسة روحاني تحمل في طياتها احتمالات "ثورة اجتماعية"، قد تشهد تحرير سجناء المعارضة، بما في ذلك إطلاق سراح مير حسين موسوي ومهدي كروبي، قادة "الحركة الخضراء" الذين كانوا تحت الإقامة الجبرية لمدة 28 شهراً. ووعد روحاني أثناء حملته الانتخابية "اننا سوف نفتح جميع الأقفال التي تم تثبيتها على حياة الناس".

ولقي انتخاب روحاني ترحيباً حاراً من قبل الديبلوماسيين الغربيين، الذين سارعوا إلى تهنئته الفوز، آملين في أن تكون ايران "على مسار مختلف للمستقبل".


أداء ناجح

ما أن بدات الحملة الانتخابية لروحاني، رجل الدين الوحيد في السباق الرئاسي، حتى بدأ بإثبات نفسه كمعتدل ومرشح يسعى لتخفيف العقوبات الدولية الصارمة، مما جعله الأكثر جاذبية في عيون الناخبين. ورغم فرض النظام قيود صارمة على وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية الإصلاحية، إلا أن أداء روحاني كان ناجحاً في ثلاث مناظرات تلفزيونية حية.


وأشارت صحيفة الـ "صنداي تايمز" إلى أن ما ساعد أيضاً على فوز روحاني كان الفوضى التي دبت في المعسكر المحافظ، إذ أثبت جليلي أن حملته التي توعد فيها بـ "مقاومة بلا هوادة" ضد الغرب قد ابعدت الناخبين، كما أن فشل المتشددين للاتفاق على مرشح واحد، أدى إلى تقسيم اصوات المحافظين إلى أربع اتجاهات.


يشار إلى أنه لم تكن هناك مزاعم تزوير الانتخابات هذه المرة، وبما أن حجم الدعم الذي حاز عليه روحاني أصبح واضحا، لجأ النظام إلى استثمار الاقبال الهائل على صناديق الاقتراع على أنه انتصار للجمهورية الإسلامية.


التغيير في يد المرشد؟

 

والوقت وحده يحمل الإجابة على سؤال "ما الجديد الذي سيقدمه روحاني؟" في تحقيق تغيير جذري في البلاد وتنفيذ مطالب أنصاره. لكن الكثير من المتشككين يقولون إن التغيير في يد المرشد الأعلى وليس الرئيس، لأن الأول هو الذي يحدد السياسة العامة بشأن الأسلحة النووية، ودعم رئيس سوريا المحاصر بشار الأسد وغيرها من القضايا الرئيسية التي تثير قلق الغرب.

ويشير هؤلاء إلى أن روحاني، على الرغم من خطابه الإصلاحي، كان لفترة طويلة في المؤسسة السياسية في ايران التي فشلت في إدانة القمع الوحشي للمعارضة بعد انتخابات عام 2009.

 

مع ذلك، يبدو أن الجمهور الإيراني سوف يعطى روحاني الدعم اللازم لتحقيق التغيير، وهذا أمر حتى خامنئي سوف يجد صعوبة في تجاهله، لا سيما بعد أن كشفت المناقشات الانتخابية انقسامات واسعة في البلاد حول القضية النووية، حتى بين المرشحين المحافظين أنفسهم.


ورغم أن المرشحين اتفقوا جميعاً على أهمية البرنامج النووي والتمسك به، إلا أن جليلي، كبير المفاوضين النوويين الايرانيين، تلقى انتقادات قاسية نتيجة تعنته الذي أدى إلى عقوبات قاسية على البلاد. وقال روحاني "من الجيد أن يكون لدينا جهاز للطرد المركزي قيد التشغيل... لكن هناك حياة الناس التي يجب علينا تشغيلها".


لميس فرحات - إيلاف


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى