إن أميناس التي تحولت إلى (عين أميناس).. صحافة العرب تثير غضب الأمازيغ

2013-01-21 20:49:57
  • شارة على الطريق نحو مدينة إن أميناس الجزائريّة
  • شارة على الطريق نحو مدينة إن أميناس الجزائريّة
  • شارة على الطريق نحو مدينة إن أميناس الجزائريّة
/



وسائل الاعلام لم تتحرّ الدقة في نقل التسمية الصحيحة


(إن أميناس)، و(عين اميناس) و(عين أم الناس)، هذا ما نقله العرب وصحافتهم حول بلدة إن أميناس الجزائرية التي كانت مسرحًا لمجزرة أليمة ذهب ضحيتها عشرات الأجانب بعد عملية احتجاز رهائن قام بها ارهابيون، لكنّ التسمية بعيدة عن العين !


إسماعيل دبارة من تونس: وجّهت صفحات تدافع عن الثقافة الأمازيغية في شمال افريقيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة للإعلام العربي الذي غطى أحداث إن أميناس في الجزائر بشكل مكثّف، لكنه لم يتحرّ الدقة في نقل التسمية الصحيحة للمدينة إلى العالم، وحاول تعريب اسم البلدة التي شهدت المجزرة المروعة على طريقته فأخطأ من جهة وأثار حنق الأمازيغ من جهة ثانية.


وكان مجمع للغاز في ان اميناس في جنوب الجزائر مسرحا لعملية احتجاز رهائن انتهت بحمام دم، وقتل 67 شخصا في الاعتداء بحسب حصيلة رسمية غير نهائية. وقضى37 اجنبيا من ثماني جنسيات وجزائريا واحدا و29 ارهابيا في هجوم المسلحين الاسلاميين وما تلاه من احتجاز رهائن وتصدي قوات الامن والجيش لهم.


في قلب الصحراء

إن أميناس هي بلدية بمحافظة إليزي الجزائرية، تقع في عمق الصحراء الكبرى، بالقرب من الحدود الجزائرية الليبية. يسكنها قرابة الـ10 آلاف نسمة.


أنشأ في هذه المدينة عام 2006 أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال على مستوى البلاد. وتضمّ مطارا تخدمه الخطوط الجوية الجزائرية وطيران الطاسيلي، كما تربطها طرق صحراوية ببقية أنحاء الجزائر.


وتسمية محافظة إليزي، هي تسمية أمازيغية تعني (المراهق)، أما ان أميناس، فهي كلمة مركّبة.


والتيفيناغ، وهي الأبجدية التي يستعملها الامازيغ لتدوين لغتهم، تستعمل الجزء الأول من إن أميناس (إن/ In) كإشارة للمذكّر، إذ تسبق الاسماء المذكرة حين الاشارة اليها بـ(إن) وتعني بالفرنسية (Celui)، في حين يتم الاشارة الى الاسماء المؤنثة باستعمال (Tin/تن)، وتعني بالفرنسية (Celle).

أما (أميناس)، فهي تسمية لوعاء معدني تستعمله القبائل الامازيغية في الصحراء لتخزين الماء، وله رديف في لهجة الطوارق، (وهم ايضا أمازيغ)، هو "تانزروفت" (tanezrouft).


ثم بات المصطلح يستعمل ككناية عن الصحراء الجرداء الواسعة والتي لا تتضمن ماءً ولا مرعى، وهو لا يشذّ ها هنا مع غالبية أسماء المواقع الجغرافية في المناطق التي يسكنها الأمازيغ، وهي عادة ما تكون تسميات تحيل إلى المجاري المائية أو بعض أنواع النبات.


فمثلا، ادرار (مدينة جزائرية) تعني "جبل"، ومدينة تيزي ووزو تعني زهرة الاقحوان، وسرت الليبية تعني "خليج" وتافرويت تعني "بركة" أو "بحيرة" و ايموزار المغربية تعني "شلال"، ومدينة تالة تعني "نافورة"..إلخ.

وتستعمل بعض اللهجات الأمازيغية مفردة (أميناس) للدلالة على "الصحن" أو ما يستعمل للأكل، كما يرد المصطلح في سياق (قدموا له ماء) أو (أسقوه) لدى بعض القبائل في الجزائر.


تسمية غير دقيقة

بناءً على ما سبق ذكره، لم تتحرّ عدة وكالات أنباء ومحطات اخبارية الدقّة في ذكر اسم البلدة الجزائرية، وحتى وسائل اعلام جزائرية ناطقة بالعربية والفرنسية، وقعت في ذات الخطأ، رغم أنّ اسم البلدة يبدو واضحا بالحروف اللاتينية، وبعيدا عن كل البعد عن تسمية (عين أميناس) التي تداولتها وكالات الانباء والمحطات في بداية الأزمة، قبل أن تقوم بعضها بالتصحيح لاحقا.


تهكم وإدانة

بعض النشطاء الامازيغ على فايسبوك استغلوا الخطأ في التسمية للتذكير بمعاملتهم كأّقليات في ما يعتبرونه وطنهم الأم.


وهاجم شق متعصّب منهم العرب في المشرق والجزيرة، واعتبروا أنّ استعمال (عين أميناس) عوضا عن (إن أميناس) ليس خطأ أو سهوا، إنما محاولة للمضي قدما في "سياسة التعريب" ومهاجمة الارث الامازيغي للجزائر وشمال افريقيا، بغية تجريفه وتزويره.


وكتب ناشط باسم سامي أحمد على فايسبوك معلقا: " هؤلاء حتى اسم شيكسبير عرّبوه فأصبح "شيخ زبير"، وباراك اوباما اصبح "مبارك بوعمامة"... مهزلة".


وعطفًا على الحادثة، نشرت عدة صفحات تُعنى بالثقافة الأمازيغية مواضيع تتعلق بتجاهل الاعلام العربي للتسميات الأمازيغية واللغة الأمازيغية ككل، رغم أنّ البربر جزء أساسي ومكون مهم في عدد كبير من الدول الناطقة بالعربية.




Elaph - إعداد إسماعيل دبارة


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى