إذا أردت أن تكون فوضوياً، فلتكن كذلك

2016-09-27 23:06:33
  • من تصوير ريزا إستاكريان / Getty Images
/

 

في عصر نظريات النظافة، فإن الترتيب لا يحتاج لفوضى عارمة.


نحن نعيش في عصر الهروب من الفوضى. نظرية الخبيرة ماري كوندو عن التنظيف هي أن تخلص نفسك من أي شيء لا يبعث السعادة في نفسك، كتاب "سحر الترتيب الذي يغير الحياة: الفن الياباني في الفرز والتنظيم" (The Life-Changing Magic of Tidying Up: The Japanese Art of Decluttering and Organizing) قد بقي حوالي 100 أسبوع في أعلى قائمة الأفضل مبيعاً للكتب بالنيويورك تايمز.


نحن نكره الفوضى بالمكاتب، أيضاَ. لقد تم عمل استبيان عام 2012 لشركة أديكو وجد أن 57 بالمائة من العاملين يحكمون على زملائهم من خلال مدى ترتيب مكتبهم، وطبقاً لاستبيان آخر ل CareerBuilder عام 2011، حوالي ثلث الموظفين قد يتراجعوا عن قرار ترقية موظف إذا كان مكتبه غير منظم.


أنا أبقي مكتبي فوضوياً. لذا عندما جاء كتاب "فوضوى: قوة الفوضى لتحويل حياتنا" (كتب ريفرهيد، 28$)، للكاتب تيم هارفورد (Messy: The Power of Disorder to Transform Our Lives) على أعلى هرم الكتب المفضلة لدي - بجانب فوطة اليوجا الخاصة بي، خلف كوب القهوة الورقي - تمنيت أن يساعدني في السيطرة على ما يوجد حولي. وهو يفعل، نوعاً ما.


هارفورد، صاحب أفضل الكتب مبيعاً لعام 2005 الخبير الاقتصادي، لديه تعريف صريح "للفوضى". ويكتب "النجاح الذي نحققه بحب غالباً ما يُبنى على أسس فوضوية" ويلقي الضوء على فضل الارتجال على الخطة: مارتن لوثر كينج جونيور لم يستخدم تصريحات معدة مسبقاً لجزئية "الحلم" من خطابه "لدي حلم".


ويشرح هارفورد قوة التفكير الموازي - على سبيل المثال، الموسيقي برايان إينو، كان يستخدم لعبة أوراق اسمها أوبليك ستراتيجيز لمساعدته على كسر حواجز الإبداع. والتي يقصد بها أحياناً، الأشياء التي لا تجلب لنا البهجة.




أينشتاين، فليمينج، لينكولن، كل الفوضوين


سواء كانت أشياءك المتراكمة حولك جيدة أم سيئة فهذه ليست القضية، هارفورد يكتب. أطروحته هي أنه ليس هناك قيمة جوهرية في كونك أنيق أو مرتب. كومة أوراق على مكتب ليست فوضى عشوائية؛ إنما هي منطقية. الأوراق التي تلمسها بشكل أكبر ينتهي بها المطاف على قمة هذه الكومة. إنها "تفك لغز الأساليب الحديثة للعمل"، يقول هارفورد. إذا كان الترتيب في الواقع أفضل من الفوضى، فكيف تبرر أن بعض أعظم العقول في التاريخ قد اجتهدوا بالعمل في وسط الفوضى التي سببوها؟ ألبرت أينشتاين، ألكساندر فليمينج، وأبراهام لينكلن كانو فوضويون، وكان ما قدموه لنا هو النظرية النسبية، البنسلين، وأمريكا. (إن الفوضى كلمة قوية. الفوضى في سبيل المحافظة على تسلسل العمل شيء. والفوضى نتيجة وجود أقلام قد جفت وكتب لا تُقرأ وأكياس فارغة لشيبسي ونقنقات شيء آخر.)


ما يهم، يستطرد هارفورد، هو كيف تختار ما يوجد حولك، لأن هذا ما يؤدي إلى السعادة المرجوة. ويستشهد بدراسة لباحثين في جامعة إكستر حيث قاموا بعمل أربع بيئات مختلفة للعمل تتدرج فيما بينها في الصرامة والاستقلالية. لقد أظهر العاملون أكبر قدرة على الإنتاج في المساحة التي تحتوي على أشياء أكثر وليس أقل، لكن أكثر إنتاجية كانت في البيئة التي تركت لموظفيها زمام الأمور: لقد قاموا بإنجاز عمل أكثر بنسبة 30 بالمائة من هؤلاء الذين كانوا في مساحات أكثر ترتيباً وبنسبة 15 بالمائة أكثر من هؤلاء الذين امتلأت مكاتبهم بالصور والنباتات. هؤلاء الذين يكدحون دون أن تكون لديهم القدرة على التحكم بالأشياء المحيطة بهم لا يكرهون فقط وظيفتهم، ومكاتبهم، والشركة، بل أيضاً يشكون من عدم الراحة الجسدية، كالشعور بالحر الشديد مثلاً.


إن المقصود بطريقة كوندو في الترتيب هو أنها توفر سلوك منظم. ولكن تبين أن السبيل للنجاح ليس بالضرورة أن يكون مرتباً. والآن، سأترك فوطة اليوجا الخاصة بي في مكانها وأدعي أن مدرائي ليسوا مثقفين بشكل كافي لترقيتي.


بواسطة ريبيكا جرينفيلد - بلومبرغ


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى