الخبراء الفرنسيون يستبعدون وفاة عرفات مسموما

2013-12-08 08:24:55
  • رسم ياسر عرفات على أحد الجدران
/

 

أرملته عبّرت عن انزعاجها الشديد من التناقضات

استبعد الخبراء المكلفون من القضاء الفرنسي التحقيق في وفاة ياسر عرفات في تقريرهم، فرضية وفاة الزعيم الفلسطيني مسمومًا، مرجحين الموت الطبيعي بحسب مصدر قريب من الملف، ما يثير الجدل مجددا حول هذه القضية البالغة الحساسية.


باريس: قال مصدر مطلع على ملف وفاة ياسر عرفات، إن تقرير الخبراء الفرنسيين "يستبعد فرضية التسميم ويصب في اتجاه فرضية الوفاة الطبيعية".

 
وفاة طبيعية
وذكرت إذاعة فرنسا الدولية أن الخبراء خلصوا إلى أن ياسر عرفات توفي "بسبب التقدم في السن واصابته بالتهاب عام".

وقالت سهى أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إنها تشعر بـ"انزعاج شديد" من التناقضات في تقارير الخبراء السويسريين والفرنسيين بشأن اسباب وفاة زوجها.

وأضافت "كم اشعر بالانزعاج من هذه التناقضات (...) لا اعرف من اصدق؟" مضيفة انها لا تتهم "احدا". وذلك بعد ان استبعد الخبراء المكلفون من القضاء الفرنسي في تقريرهم فكرة ان يكون عرفات مات مسموما.

وكانت أرملة عرفات رفعت في تموز (يوليو) 2012 دعوى ضد مجهول بتهمة القتل في نانتير بعد اكتشاف مادة البولونيوم المشعة، والعالية السمية على أغراض شخصية لزوجها. وهذه المادة أعطيت له كما قالت من احد المحيطين به.

وأمر قضاة التحقيق المكلفون بهذا الملف، بنبش جثة الزعيم الفلسطيني لأخذ عينات، وتم ذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.

ثم تم توزيع ستين عينة للتحليل على ثلاثة فرق من المحققين السويسريين والفرنسيين والروس، ليقوم كل فريق بعمله من دون تواصل مع الفريقين الاخرين.

 
نتائج متباعدة
ويبدو ان الخبراء توصلوا اليوم الى نتائج متباعدة، فعلى عكس الفرنسيين، اعلن السويسريون مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) انهم يغلبون فرضية التسمم بعد ان وجدوا البولونيوم- 210 بكميات اكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه. لكنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة كانت سبب الوفاة.

 
عباس: لدينا مؤشرات بأن عرفات لم يمت مريضا
وبعد كشف ذلك التقرير طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة عرفات.

وقال عباس "لا نستطيع القول عن الجهة التي قتلت عرفات، لكن لدينا مؤشرات بان عرفات لم يمت من الشيخوخة ولم يمت بسبب المرض، انما هناك مؤشرات بانه مات بالسم. من الذي وضع له هذا السم ومن الذي ارسل له هذا السم؟ هذا يحتاج الى تحقيق (...) لذلك نحن الان نطالب بتحقيق دولي على نموذج التحقيق الذي طالبت به فرنسا لرفيق الحريري، ليكشف من الذي قتل ياسر عرفات".

وكان رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية الرسمية حول وفاة عرفات، توفيق الطيراوي اتهم اسرائيل باغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل. وقال في مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية ان "اسرائيل هي المتهم الاول والاساسي والوحيد في قضية اغتيال ياسر عرفات"، مضيفا ان التقارير التي تلقتها السلطة تؤكد ان عرفات "لم يمت بسبب تقدم السن، ولم يمت بسبب المرض ولم يمت موتا طبيعيا".

 
اتهامات لا اساس لها
اما اسرائيل فنفت من جهتها على الدوام اي ضلوع لها في هذه القضية.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ييغال بالمور الثلاثاء أن إعلان الخبراء الفرنسيين لم يشكل "مفاجأة". وقال لوكالة فرانس برس "لا مفاجأة في ذلك".

وكان بالمور نفى مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) "اتهامات لا اساس لها وبدون اي دليل". وقال انذاك لفرانس برس "ان اسرائيل لم تقتل عرفات. نقطة على السطر".

وتعليقا على التقرير الفرنسي الجديد قال ناصر القدوة ابن شقيقة الزعيم الراحل ورئيس مؤسسة ياسر عرفات لفرانس برس "حتى الان لم اطلع على التقرير. لكن من حيث المبدأ فان اي معلومات جديدة حول موت عرفات خصوصا من فرنسا يجب ان تنسجم مع التقرير الطبي الاولي الذي صدر عن المستشفى عام 2004".

وقال مصدر فلسطيني مطلع على الملف طلب عدم الكشف عن اسمه "اذا اعلنت فرنسا اليوم ان عرفات مات بشكل طبيعي، فلماذا لم تعلن ذلك في عام 2004".
وقد توفي عرفات عن 75 عاما في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس حيث نقل في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) على اثر معاناته من الام في الامعاء من دون حمى، من مقره في رام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول (ديسمبر) 2001. ولم تطلب زوجته سهى انذاك تشريح الجثة.

واشار تقرير طبي فرنسي يعود تاريخه الى 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 الى التهاب بالامعاء وتخثر "شديد" للدم لكنه لم يوضح اسباب الوفاة.

أ. ف. ب.


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى