بغداد: اجتمعت مشاعر العراقيين من مختلف الشرائح لتعبر عن فقدان الفنان فؤاد سالم وتثمين دوره في الحياة العراقية. وعبر العراقيون من مختلف فئاتهم وبطريقتهم الخاصة عن حزنهم لفراق "فنان الشعب".
كرر حفيد الفنان فؤاد سالم: هذا حال امي، هذا حال نغم بعد والدها، ليس على لسانها الا كلمة ( انكسر ظهري ) ( النار الي بصدري متنطفي)، تحرم عليها الفرحة ويحرم عليها أي لون غير الاسود، وهي الآن تمر بحالات غيبوبة متقطعة، نرجو من الله ان يعيننا بهذا المصاب.
وتأثر الفنان فؤاد سالم بأساتذته في معهد الفنون الجميلة في بغداد من أمثال سالم شكر وغانم حداد ورغم انقطاعه الاضطراري عن الدراسة بعد الحملة العنيفة ضد الشيوعيين عام 1979، عاد وأكمل دراسته في جمهورية اليمن الجنوبي.
ويعد سالم من أشهر الفنانين العراقيين الذين أغنوا المكتبة الغنائية بالأعمال الفنية التي لا تزال راسخة في ذاكرة ووجدان الجمهور العراقي الذي عرفه فناناً شعبياً عاصر وعاش هموم بلده منذ غادره في ثمانينيات القرن الماضي.
وخرج سالم من العراق لأسباب سياسية بسبب مضايقات سلطات النظام السابق لكونه منتمياً للحزب الشيوعي العراقي، حيث اشتدت الحملة ضد أصحاب الفكر الشيوعي ووصلت ذروتها في بداية الثمانينات، وأعدم نظام الرئيس الراحل صدام حسين عددا كبيرا منهم، وأشتد الخناق على فؤاد سالم نفسه، وبعد فصله من معهد الفنون، منع من الغناء في الأماكن العامة، ومنع من دخول الإذاعة والتلفزيون ثم اعتقل. .
.في أحد لقاءاته قال: "ذات مرة استطعت أن أغني في مكان ما لكنهم (يقصد رجال الأمن) انتظروني في الخارج وأشبعوني ضرباً باعقاب المسدسات وجعلوا دمائي تسيل على الأرض، عندها أيقنت أن لا مكان لي في العراق لأنهم سيقتلونني في المرة القادمة فغادرت العراق".
وكان من أوائل الفنانين الذين عادوا إلى العراق بعد سقوط النظام السابق، وزار بغداد أولاً ثم مدينته البصرة.
كتب فؤاد سالم الكثير من كلمات أغانيه في السابق، وله ثلاثة دواوين، تتضمن شعراً وزجلاً، منها ديوان (عسر الحال)، وديوان (للوطن للناس أغني)، وديوان (مشكورة)، وديوان آخر عن أدب الفنون الشعبية، ويتضمن 140 أبوذية و200 دارمي.
واشتهرفؤادسالم بعدد من الأغاني التي ذاع صيتها لدى الجمهور العراقي والعربي من بينها، بحر عينك، حدر ياهالبلام، سوار الذهب، شوق الغريب، ما تدرين، موبيديه، يا بعد عمري، يا طير الرايح، سعادة، مشكورة، هوى الحلوين، يا بوبلم عشاري، صابرين، ردتك تمر ضيف، حبينا ضي الكمر، يا عشكنا وغيرها من الأغاني.
وكالات