فؤاد سالم.. رحيل صامت في الغربة

2013-12-23 00:13:50
  • المطرب العراقي فؤاد سالم
  • عراقيون ودعوا فنان الشعب بالدموع
/

 

خسرت الأغنية العراقية أحد أهم روادها في سبعينيات القرن الماضي برحيل "فنان الشعب" فؤاد السالم، الذي توفي في أحد مستشفيات دمشق بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 69 عاماً بسبب مرض السرطان.


ولد فؤاد سالم واسمه الحقيقي فالح حسن بريج في محافظة البصرة قضاء التنومة عام 1945 في منطقة تعرف بالرباط الكبير، وبدأ الغناء بشكل احترافي عام 1963 وكان متأثراً بالمطرب ناظم الغزالي.

وكان أول ظهور علني له مع أول أوبريت غنائي "بيادر الخير" في بداية السبعينات، الذي أنتج نادي الفنون بإمكانيات متواضعة، أما أول ظهور تلفزيوني فكان عام 1968 من خلال برنامج "وجه لوجه"، وقد تبناه في بداية الأمر الموسيقار والمحلن سالم حسين وهو الذي اختار له اسم "فؤاد سالم".

بغداد: اجتمعت مشاعر العراقيين من مختلف الشرائح لتعبر عن فقدان الفنان فؤاد سالم وتثمين دوره في الحياة العراقية. وعبر العراقيون من مختلف فئاتهم وبطريقتهم الخاصة عن حزنهم لفراق "فنان الشعب".


كرر حفيد الفنان فؤاد سالم: هذا حال امي، هذا حال نغم بعد والدها، ليس على لسانها الا كلمة ( انكسر ظهري ) ( النار الي بصدري متنطفي)، تحرم عليها الفرحة ويحرم عليها أي لون غير الاسود، وهي الآن تمر بحالات غيبوبة متقطعة، نرجو من الله ان يعيننا بهذا المصاب.


وتأثر الفنان فؤاد سالم بأساتذته في معهد الفنون الجميلة في بغداد من أمثال سالم شكر وغانم حداد ورغم انقطاعه الاضطراري عن الدراسة بعد الحملة العنيفة ضد الشيوعيين عام 1979، عاد وأكمل دراسته في جمهورية اليمن الجنوبي.


ويعد سالم من أشهر الفنانين العراقيين الذين أغنوا المكتبة الغنائية بالأعمال الفنية التي لا تزال راسخة في ذاكرة ووجدان الجمهور العراقي الذي عرفه فناناً شعبياً عاصر وعاش هموم بلده منذ غادره في ثمانينيات القرن الماضي.


وخرج سالم من العراق لأسباب سياسية بسبب مضايقات سلطات النظام السابق لكونه منتمياً للحزب الشيوعي العراقي، حيث اشتدت الحملة ضد أصحاب الفكر الشيوعي ووصلت ذروتها في بداية الثمانينات، وأعدم نظام الرئيس الراحل صدام حسين عددا كبيرا منهم، وأشتد الخناق على فؤاد سالم نفسه، وبعد فصله من معهد الفنون، منع من الغناء في الأماكن العامة، ومنع من دخول الإذاعة والتلفزيون ثم اعتقل. .


.في أحد لقاءاته قال: "ذات مرة استطعت أن أغني في مكان ما لكنهم (يقصد رجال الأمن) انتظروني في الخارج وأشبعوني ضرباً باعقاب المسدسات وجعلوا دمائي تسيل على الأرض، عندها أيقنت أن لا مكان لي في العراق لأنهم سيقتلونني في المرة القادمة فغادرت العراق".


 

وبالفعل خرج في عام 1982 متوجهاً إلى الكويت وعاش فيها سنوات طويلة حتى العام 90، وقدم هناك بعضا من أجمل أغانيه. وخلال الغزو العراقي غادر الكويت حيث اتجه بعدها إلى سوريا التي أقام فيها قبل أن يرحل بصمت تاركا خلفه 4 أبناء وإرثا غنائيا كبيرا. حيث توفي أخيرًا متأثرا بمرض السرطان.
 

وكان من أوائل الفنانين الذين عادوا إلى العراق بعد سقوط النظام السابق، وزار بغداد أولاً ثم مدينته البصرة.


كتب فؤاد سالم الكثير من كلمات أغانيه في السابق، وله ثلاثة دواوين، تتضمن شعراً وزجلاً، منها ديوان (عسر الحال)، وديوان (للوطن للناس أغني)، وديوان (مشكورة)، وديوان آخر عن أدب الفنون الشعبية، ويتضمن 140 أبوذية و200 دارمي.


واشتهرفؤادسالم بعدد من الأغاني التي ذاع صيتها لدى الجمهور العراقي والعربي من بينها، بحر عينك، حدر ياهالبلام، سوار الذهب، شوق الغريب، ما تدرين، موبيديه، يا بعد عمري، يا طير الرايح، سعادة، مشكورة، هوى الحلوين، يا بوبلم عشاري، صابرين، ردتك تمر ضيف، حبينا ضي الكمر، يا عشكنا وغيرها من الأغاني.


الفنان فؤاد سالم - مشكورة تردين الصدك - جلسة طرب

 


وكالات


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى