الشيوعي» في عيده الـ90.. أين «الزحف الأحمر»؟»

2014-10-26 06:42:12
  • احتفال الشيوعي في «الأونيسكو».. تحيات وعزف وحضور خجول
/

 

احتفال الشيوعي في «الأونيسكو».. تحيات وعزف وحضور خجول

شقّ «أبو علي محيدلي» طريقه وحيداً من دون صعوبة. الرجل الثمانيني أتى إلى بيروت من قرية كفررمان متكئاً على عصاه. منذ العام 1952، و«أبو علي» يرفض أن يفوِّت عيداً شيوعياً.

يعود الرجل، الذي مضى على انتسابه لـ«الشيوعي» أكثر من خمسين عاماً، بالذاكرة إلى منتصف الخمسينيات. حينها، كانت ظروف العمل سريّة، غير أن الرجل أصرّ أن يطفئ شمعة «الشيوعي»، فقصد منزل القائد العمالي الشيوعي البيروتي مصطفى العريس حيث احتفى بالذكرى هناك.

يتذكّر ذلك وهو يلتفت إلى الخلف. إلى قصر «الاونيسكو» حيث كان «الشيوعيون» يحاولون ملء الكراسي الحمراء في القاعة الرئيسية. لكن عندما بدأ الاحتفال، لم يكن المشهد (الحشد) يليق بالعيد التسعين لـ«الشيوعي»، خصوصاً أن الحزب اعتاد في مناسبات كهذه ملء قاعات «الأونيسكو»، وليس القاعة الكبرى، الأمر الذي لم يحصل بالأمس.

بعض الذين أتوا للاحتفال فضّلوا تبادل التحيّات خارج القاعة على سماع الخطباء. أوّل المتحدثين، كان توأم «الشيوعي اللبناني»، أي «الحزب الشيوعي السوري» الذي شارك بوفد موحد. وألقى أمينه العام نمر حنين كلمة حضر فيها الجرح السوري وما تتعرض له بلاده «من هجمة يفتك بها عشرات الألوف من المرتزقة من أكثر من ثمانين دولة، مدججين بأحدث الأسلحة، وذلك بتحريض من عتاة الامبريالية في العالم وبتنفيذ من أتباعهم في المنطقة مثل تركيا ودول الخليج وإسرائيل».

الكلمة الثانية لـ«اليسار العربي» ألقاها نائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أبو أحمد فؤاد، فكانت كلمة المقاومة كلها في فلسطين. تحدث عن غزة التي أعطت بصمودها دروساً جديدة في الانتصار بفضل وحدة المقاومين والتفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته برغم ما تم تقديمه من ضريبة للصمود، داعياً الأحزاب والقوى العربية اليسارية للتوحد حول قضية فلسطين.

الختام السياسي مع كلمة «الحزب الشيوعي اللبناني»، واستعرض فيها أمينه العام خالد حدادة تاريخ حزبه النضالي والمحطات المشرّفة قبل أن ينتقل الى الظروف الراهنة. ورأى أن «لبنان يواجه اليوم خطرين: الاول، المتمثل بالخطر الصهيوني والثاني، هو النظام السياسي الطائفي اللبناني»، متهماً الطبقة السياسية بأنها تعيد تأمين ظروف تكرار خطر الحروب الأهلية، داعياً الى مبادرة وطنية إنقاذية قبل فوات الآوان.

واختتم المهرجان بأمسية فنية أحياها كلّ من الفنانين مروان عبادو (فلسطين) وجعفر حسن (العراق) وحضر المهرجان ممثلون عن الرؤساء نبيه بري وميشال عون وأمين الجميل، وعن عدد كبير من الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية. ورافق الاحتفال معرض كتب ولوحات فنية يستمر حتى تاريخ انتهاء الاحتفالات في 2 تشرين الثاني المقبل، على أن تتوالى ندوات العيد التسعين بدءاً من اليوم.

نبيه عواضة - السفير


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى