سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت تخلف أضرارًا واتهامات متبادلة

2013-07-09 19:42:14
  • رجل إطفاء يعمل على إطفاء الحرائق الناتجة عن التفجير
  • الدخان يتصاعد في مكان التفجير
/
حزب الله اتهم اسرائيل ووزير دفاعها نفى مسؤوليتها

ارتفعت حصيلة الإصابات جراء تفجير السيارة المفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت الى ثلاثة وخمسين شخصا، وفق ما أفاد وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل.

ووقع الانفجار قرب "مركز التعاون الاسلامي" للتسوق وادى الى وقوع اضرار جسيمة في الممتلكات والسيارات وتحطم زجاج الابنية والمحلات المجاورة.

وقال وزير الصحة اللبناني للصحفيين بعد ان زار الجرحى في مستشفى بهمن إن 53 شخصا اصيبوا في الانفجار ولم يسقط قتلى.

وأظهرت لقطات من مكان التفجير احتراق العديد من السيارات، فيما قال النائب علي عمار إن بصمات إسرائيل واضحة.

بيروت:انفجرت سيارة مفخخة اليوم الثلاثاء في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد معقلاً لحزب الله، بحسب ما افادت قناة المنار التلفزيونية التابعة للحزب، متحدثة عن وقوع اصابات لم تحدد طبيعتها. والانفجار ناجم عن سيارة مفخخة من نوع مرسيدس كانت مركونة في موقف للسيارات، وفي وقت لاحق أشير الى وجود سيارة مفخخة أخرى من نوع رينو رابيد.


وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية إن "سيارة مفخخة انفجرت قرابة الساعة 10:15 صباحًا (07:15 ت غ) في مرآب للسيارات قرب مركز تعاوني يعرف باسم مركز التعاون الاسلامي في منطقة بئر العبد".وهرعت سيارات الاسعاف والاطفاء الى مكان الحادث حيث امكن رؤية تصاعد سحابة كثيفة من الدخان الاسود، واضرار مادية كبيرة في الحي الذي يعد منطقة سكنية.




والتفجير هو الاول الذي يستهدف هذه المنطقة منذ العام 2004 ، والذي ادى الى مقتل احد قياديي الحزب، كما أنه التفجير الاول الذي يستهدف الضاحية الجنوبية منذ بدء النزاع السوري منتصف آذار (مارس) 2011.


وبحسب مصور فرانس برس، هرعت سيارات الاسعاف والاطفاء الى مكان الحادث حيث امكن رؤية تصاعد سحابة كثيفة من الدخان الاسود واضرار مادية كبيرة في الحي الذي يعد منطقة سكنية.


وقالت كارول منصور التي تملك مصنعًا للاحذية قرب مكان التفجير لفرانس برس "سمعت صوت انفجار ضخم! (...) كل الناس اصيبت بالهلع. سمعت صيحات الناس، والموظفون لديّ هرعوا الى مكان التفجير لان عائلاتهم تقيم في المنطقة. لا يمكنني أن اصدق كيف يمكن لأحد ان يفجر سيارة في اول ايام رمضان"، في اشارة الى بدء شهر الصوم لدى بعض الشيعة في لبنان اليوم.


واضاف صاحب ملحمة في المنطقة أنه لن يقفل متجره "هذا (الانفجار) لا يقارن بحرب 2006"، في اشارة الى الحرب بين حزب الله واسرائيل في تموز/يوليو والتي استمرت 33 يوما، ونتج عنها تدمير شبه كامل للضاحية الجنوبية.

اضاف "هذا انفجار صغير، نحن نريد أن نعيش".


وعرضت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة للحزب لقطات مباشرة من مكان التفجير، اظهرت احتراق العديد من السيارات، وجموعًا من الاشخاص المتجمعين. وأمكن في الخلفية سماع صوت شاب يطلب من المدنيين الابتعاد عن مكان الحادث.




الاعتداء على وزير الداخلية

وتفقد وزير الداخلية مروان شربل مسرح الجريمة، حيث قوبل باحتجاج من قبل شبان غاضبين في المنطقة كانوا يرفعون صورًا للامين العام لحزب الله حسن نصرالله، بحسب ما افادت مصورة في فرانس برس.


وحاول المحتجون الاقتراب من وزير الداخلية، وقام بعضهم برشق الحجارة في اتجاهه، ما دفع حراسه والقوى الامنية الى اطلاق النار في الهواء.


طوق أمني

وبعد وقت قليل، فرض الجيش اللبناني طوقًا محكمًا حول مسرح الجريمة. كما ظهر في المكان عناصر غير مسلحين يرتدون ملابس مدنية ويحملون اجهزة اتصال، وقد لفوا ذراعهم بشارات صفراء. ويرجح أن هؤلاء عناصر من حزب الله الذي يتخذ من الاصفر لوناً لعلمه.


ورفع فوق مسرح الجريمة غطاء أزرق اللون، في حين عمل المحققون على رفع الادلة من المكان والحفرة التي تسبب بها الانفجار.


ويأتي التفجير في وقت يشهد لبنان تصاعدًا في الخطاب المذهبي والسياسي على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، والذي يقسم اللبنانيين بين مؤيد لنظام الرئيس بشار الاسد ومعارض له.




حزب الله يتهم إسرائيل

وفي أول رد فعل لحزب الله، قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي عمار الذي تفقد مكان الانفجار: "أتينا الى مكان الانفجار للاطمئنان على الكرام والاحباء الذين تعرضوا للانفجار وللعدوان".


وقال: "ليس غريبًا على الضاحية حاضنة المقاومة أن تستهدف في مثل هذه الاعمال الخبيثة والدنيئة التي يتضح من خلالها بصمات العدو الاسرائيلي وأدواته"، لافتًا الى أن "الضاحية لا تتعرض فقط الى التفخيخ العملاني فهناك أيضًا تفخيخ وقصف سياسي مستمر على مدى الساعة يستهدف المقاومة باعتبارها تشكل حلقة القوة". وقال: "لن تستطيعوا النيل من ارادة المقاومة".


ويأتي التفجير في وقت يشهد لبنان تصاعدًا في الخطاب المذهبي والسياسي على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، والذي يقسم اللبنانيين بين مؤيد لنظام الرئيس بشار الاسد ومعارض له.


إدانات

دان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الانفجار، داعياً الى "الاقلاع عن مثل هذه الاساليب في الرسائل السياسية واحترام امن المواطنين اللبنانيين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي".


واعتبر رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي أن التفجير "يعيد الى الأذهان حقبات سوداء من تاريخ لبنان إعتقد اللبنانيون أنها طويت الى غير رجعة".


فرنسا تدين بشدة حادث التفجير

اعلنت فرنسا ادانتها الشديدة لحادث التفجير الذي وقع صباح الثلاثاء في بيروت و"كررت التزامها باستقرار لبنان ورفضها للارهاب" كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو.

واضاف لاليو في مؤتمر صحافي ان "فرنسا تدعو اللبنانيين كافة الى العمل على تجنب اي تصعيد للعنف والحفاظ على الوحدة الوطنية".


واستنكر رئيس "تيار المرده" في لبنان النائب سليمان فرنجيه الانفجار الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، وطالب "كافة الأفرقاء للارتقاء بخطاباتهم لأن خطاب الشحن الطائفي والمذهبي والتحريضي الذي نشهده اليوم من البعض قد يستغله اعداء لبنان للنفاذ من خلاله لضرب الاستقرار الداخلي".


وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "التفجير كان يهدف ايقاع الكثير من الموت والدمار لولا العناية الالهية التي جنبتنا وقوع مجزرة في منطقة كثيفة ومكان تجاري."

وأضاف "ان هدف التفجير هو الايقاع بين اللبنانيين وهو الامر الذي يستوجب الوعي والانتباه. الضاحية كانت هدفا للجريمة المنظمة والارهاب الاسرائيلي والاسلحة التي دمرت وقتلت خلال حرب (يوليو) تموز حذار ثم حذار."


ووصف وزير الداخلية اللبنانية مروان شربل الذي تفقد منطقة الانفجار ما حصل بأنه "عمل اجرامي يهدف الى خلق فتنة طائفية سنية شيعية ولا أحد يقبل بها لا السنة ولا الشيعة مهما حصل."


واعرب رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عن استنكاره وشجبه وادانته لجريمة التفجير التي استهدفت اهلنا في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، وقال "ان يد الاجرام التي امتدت الى منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية انما تهدف الى ضرب الاستقرار والامن في لبنان وترهيب المواطنين، وهذا امر مرفوض ومستنكر"، داعيا "السلطات الامنية والقضائية الى تكثيف التحقيقات لكشف المجرمين

الفاعلين وسوقهم الى العدالة". ودعا السنيورة المواطنين الى التنبه الى من يحيك المؤامرات والفتن في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها بلدنا والمنطقة.


وعلق سعد الحريري رئيس تيار المستقبل في تصريح على الانفجار وقال إن التفجير المجرم الجديد في الضاحية يحملنا على التنبيه إلى وجوب العودة الى التوافق الوطني على تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، وتفادي الانزلاق في حروب لن يكون مردودها على لبنان سوى المزيد من الانقسام ووضع الاستقرار الوطني في دائرة الخطر الدائم.


وفي هذا السياق، استنكرت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار في بيان "جريمة التفجير التي استهدفت منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم، وأدت إلى إصابة مدنيين ابرياء".


وطالبت "الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية إخذ التدابير اللازمة لمعرفة من وراء هذا الحادث الأليم ومعاقبته"، مشددة على أن "استهداف اية منطقة في لبنان هو استهداف لكل لبنان، لأن الخلاص يكون للجميع أو لا يكون وبالجميع أو لا يكون".


واستنكر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "الانفجار الآثم الذي وقع في ضاحية بيروت الجنوبية"، وطالب "الاجهزة القضائية والامنية التعاطي مع هذا الانفجار بجدية كاملة والعمل على كشف المجرمين بالسرعة القصوى وسوقهم الى العدالة".


 

وندد العلامة الشيخ عفيف النابلسي بالتفجير الذي وقع في بئر العبد، واعتبره "حصيلة التحالف الإسرائيلي التكفيري ضد المقاومة وأهلها وضد الضاحية الجنوبية التي شكلت عنوان التحدي والبطولة في وجه التآمر على لبنان"، ورأى "إن تفجير الضاحية يأتي في سياق الحملة القاسية على المقاومة والجيش اللبناني، لأنهما يقفان في وجه تمدد النيران المذهبية والطائفية إلى الساحة اللبنانية" مشيرا الى ان "ما حصل في الهرمل قبل أيام وما وقع اليوم يؤشر إلى جوهر الاستهداف المباشر لساحات المقاومة وجمهورها".


وندد السيد علي فضل الله "عملية التفجير التي استهدفت الابرياء والمواطنين في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت"، واكد ان "هذه الأعمال الوحشية لا تغير شيئا في الواقع ولا تنال من ثبات أهل الضاحية الجنوبية ومواجهتهم كل المشاريع المضادة للامة".


وشدد على أن "هذا التفجير هو عدوان مباشر على مسيرة السلم الأهلي في لبنان"، داعيا "لتوحيد الصفوف والعمل لتضميد الجروح السياسية والابتعاد عن الخطاب السياسي المتشنج الذي يستغله كل أعداء لبنان ولا سيما العدو الصهيوني".


وفي بيان له استنكر تجمع العلماء في جبل عامل التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة بئر العبد للمرة الثانية بعد تفجير اميركي صهيوني عام 1984، وأضاف: "ها هي عام 2013 تتلقى ضربة ثانية من اياد صهيو- اميركية تحاول بث الذعر والرعب والقتل والارهاب في نفوس المواطنين الابرياء" .


وندد بالجريمة التي طالت "اللبنانيين وهم يؤمنون قوت يومهم من خلال التسوق والعمل وهم على ابواب شهر رمضان المبارك"، مشددا على "ضرورة الالتفاف والوحدة الوطنية فيما بين اللبنانيين وضرورة التيقظ لوقف فتيل الفتنة التي تحاول شل البلاد".


وأكد التجمع ان "أهالي الضاحية الجنوبية الشرفاء، لم ولن ترهبهم العبوات التي تحاول ارعابهم وتركيعهم".


كما ندد الأم?ن العام لمنظمة التعاون الإسلامي أ?مل الد?ن إحسان أوغلو ال?وم الثلاثاء بتفج?ر ب?روت معربا عن موقف المنظمة الرافض لهذه الأعمال التي تستهدف المدن??ن الأبر?اء وتدمر الممتل?ات العامة والخاصة في أي م?ان.


وأوضح الأم?ن العام أن هذا العمل الإرهابي ?ش?ل مصدر قلق بالغ للعالم الإسلامي، داع?ا ?افة الأطراف اللبنان?ة أن تقوم في تش??ل ح?ومة وحدة وطن?ة بأسرع وقت وأن تعود الأطراف الس?اس?ة إل? طاولة الحوار الوطني باعتباره السب?ل الوح?د لحل ?افة القضا?ا.


وأ?د إحسان أوغلو موقف منظمة التعاون الإسلامي المبدئي الذي ?ندد بقوة ب?ل الأعمال الإرهاب?ة والتطرف بجم?ع أش?اله وتجل?اته و?رفض رفضا باتا ?ل مسوغات وتبر?رات الإرهاب.


كما دانت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، في بيان، التفجير الذي استهدف بئر العبد في الضاحية الجنوبية، وقال ممثل الحركة في لبنان أبو عماد الرفاعي"إننا في الحركة في فلسطين ندين ونستنكر جريمة التفجير البشعة التي استهدفت المدنيين الآمنين في منطقة بئر العبد، والتي تهدف الى زعزعة أمن لبنان واستقراره، ونؤكد أنها تحمل بصمات العدو الصهيوني الذي يريد زرع الفتنة في لبنان لضرب الأمن والاستقرار في هذا البلد، وندعو بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وبالأمن والاستقرار لشعب لبنان الأبي". 

 


وكالات


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى