الكاتبة الأميركية أليس ووكر في مرمى نيران إسرائيل

2013-06-21 19:54:48
  • الكاتبة والناشطة الأميركية أليس ووكر
/
متهمة بمعاداة السامية والتحريض على مقاطعة الدولة العبرية

تتعرض الكاتبة والناشطة الأميركية أليس ووكر صاحبة رواية "اللون الأرجواني" الشهيرة لحملة هجوم اسرائيلية، لمواقفها المعادية للدولة العبرية. كما أنها متهمة بتحريض الفنانين ضد اسرائيل.


تواجه الكاتبة والناشطة الأميركية أليس ووكر حملة هجوم إسرائيلية بسبب مواقفها المناهضة للدولة العبرية، واتهامات أيضاً بتحريض الفنانين ضد اسرائيل في أعقاب نشرها رسالة مفتوحة وجّهتها للمغنية الأميركية أليشيا كيز، للعدول عن فكرة إقامة حفل غنائي استعراضي لها في اسرائيل.


واتهم القنصل العام لإسرائيل في نيويورك ايدو أهاروني الروائية الشهيرة أليس ووكر بحثّ الفنانين على جعل إسرائيل كبش الفداء، وذلك في رسالة مفتوحة موجهة إلى الكاتبة الناشطة الأميركية أليس ووكر، نشرت يوم أمس الاربعاء في صحيفة "نيويورك بوست"، ودافع فيها عن حق إسرائيل في تقديم نفسها على أنها بلد مضياف ويرحب بالجميع.


وكانت ووكر وهي صاحبة رواية "اللون الأرجواني" الشهيرة، وجهت خطاباً مفتوحاً الى المغنية الأميركية أليشيا كيز في أواخر الشهر الفائت، تدعوها فيه للعدول عن فكرة اقامة حفل غنائي استعراضي لها في اسرائيل، ومطالبة إياها بإقامة حفل غنائي لأطفال غزة عوضاً منه.


وتضمّن الخطاب "بالواقع انها فرصة لك لتتعرفي إلى حقيقة محزنة بأن حكومتنا - الولايات المتحدة - تدعم نظاماً قاسياً وظالماً وشريراً - إسرائيل - لدرجة لا تصدق"، مضيفة "أرجوك، إن استطعت ترتيب الامر، قومي بزيارة لأطفال غزة وغني لهم بحب نكنّه لجميع الأطفال".


وتساءل القنصل الإسرائيلي أهاروني، كرئيس ومؤسس لفريق إدارة العلامة التجارية لإسرائيل: "لماذا لايكون للدولة اليهودية الحق في الترويج لنفسها، بينما يتم غض النظر عن دول بما في ذلك إيران، كوريا الشمالية، وحتى قطاع غزة في ظل حماس، التي لا تتوقف عن مغازلة السياح والشركات".


وتابع: "إسرائيل لا ينبغي أن ينظر إليها فقط من خلال منظور مشاكلها، ولا يجب على أية دولة فعل هذا"، وتابع أهاروني بأن ووكر تزعم و تفخر بنفسها بحماية الحرية والتعددية، بينما تحاول حرمان الملايين من عشاق الموسيقى الإسرائيليين من حقهم في الاستمتاع بالموسيقى.


بلد عجائب!

وختم أهاروني رسالته قائلاً إن الجميع يجب عليهم اختيار كلماتهم بعناية، "لبناء الجسور، وليس تدميرها. لتحقيق الشفاء، وليس الألم." ويتابع "إسرائيل هي دولة ذات تاريخ وعجائب، بلد المفاجآت والقيم ومنبع الألق، وذكر انه يطلب من ووكر "السماح لها ولنا جميعاً أن نتألق".


يذكر ان الكاتبة الناشطة ووكر معروفة أدبياً وسياسياً بمواقفها المبدئية، ومنها عندما نشرت رسالة مفتوحة منذ عام تقريباً في الانترنت، موجهة لدار نشر إسرائيلية ترفض فيها طباعة روايتها "اللون القرمزي" باللغة العبرية، احتجاجاً على اضطهاد الفلسطينيين من قبل إسرائيل.


ومن جهته، اعتبر رئيس رابطة التشهير ابراهام فوكس أن كتاب ووكر الصادر مؤخراً بعنوان "وسادة على الطريق" يحطم الأرقام القياسية من ناحية "معاداة السامية" لوصفها الإجراءات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني على أنها "إبادة جماعية" و"جريمة ضد الانسانية" كما أنها "أقسى أنواع التعذيب الوحشي".


ويتطرق كتاب ووكر الجديد "وسادة على الطريق" لمواضيع بالغة الحساسية مثل العنصرية، والحملة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما، وكوبا والصحة والتضامن مع القضية الفلسطينية، كما أنها خصصت فصلاً كاملاً منه لتتناول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفيه تقارن إسرائيل بألمانيا النازية.


اللون الأرجواني

ويشار إلى أن الكاتبة الأميركية كانت اشتهرت بعد صدور روايتها "اللون الأرجواني -

"The Colour purple

 التي طبعت لأول مرة منذ 30 عاما وحازت جائزة بوليتزر سنة 1982 ، وتتناول الرواية ملف العنصرية في الجنوب الأميركي في النصف الأول من القرن 20، والتمييز على أساس الجنس بين السود، ولم تكن هي الأولى للكاتبة ووكر لكنها الأشهر بلا منازع.


واية ملف العنصرية في الجنوب الأميركي في النصف الأول من القرن 20، والتمييز على أساس الجنس بين السود، ولم تكن هي الأولى للكاتبة ووكر لكنها الأشهر بلا منازع.


كما كانت ووكر أدانت الحرب الإسرائيلية على غزة، وزارت القطاع المحاصر مع عدد من النشطاء بهدف تقديم المساعدات للمنكوبين وإقناع السلطات الإسرائيلية والمصرية بفتح معبر رفح.


وانضمّت إلى "أسطول الحرية" الأول (2010) وكانت شاهدة على الهجوم الإسرائيلي الوحشي على الأسطول، الذي سعى إلى كسر الحصار المستمر منذ سنوات على غزة. وفي العام الماضي انضمت إلى "أسطول الحرية 2"، وشاركت في "احتفالية فلسطين للأدب" التي تجري فعالياتها في عدد من المدن الفلسطينية.


وتعددت كتابات ووكر وهي من مواليد 9 شباط (فبراير) 1944في الخيال والمقالات حول العرق والجنس. وكانت ولدت في ايتونتون في ولاية جورجيا الاميركية وهي الصغرى من ثمانية أطفال.


رصاصة الشؤم

ويُذكر في تاريخ حياة ووكر انه في عام 1952، أصيبت ووكر عن طريق الخطأ في العين اليمنى برصاصة من بندقية خردق (بي بي) من جانب واحد من أشقائها، ولأن الأسرة لا تملك سيارة، لم تتمكن أن تأخذ ابنتها إلى المستشفى لتلقي العلاج الفوري.


وفي الوقت الذي وصلت إلى الطبيب بعد ذلك بأسبوع، كانت قد أصبحت عمياء بشكل دائم، وأصبحت أليس بسبب الندبة التي تكونت على عينها تشعر بالخجل المفرط.


وكانت الكاتبة والناشطة تشعر بسبب تحديق الناس إليها كأنها شخص منبوذ، و لم تجد العزاء لنفسها إلاّ في القراءة وكتابة الشعر، وعندما بلغت 14 عاما، إزالة ذلك الندب. أصبحت في وقت لاحق الطالب المتفوق، وكانت الفتاة الأكثر شعبية، لكنها أدركت أن تلك الصدمة التي أصابتها كان لها بعض القيمة: حيث إن حادثة اصابة عينها أفسحت لها المجال أن تبدأ طريقها الأدبي.


وكانت ووكر اعتقلت في 8 آذار (مارس) 2003، الموافق لليوم العالمي للمرأة، وذلك عشية الحرب على العراق، خلال تظاهرة احتجاج ضد الحرب على العراق خارج البيت الابيض. وفي كانون الثاني (يناير) 2009، كانت واحدة من أكثر من 50 الموقعين على رسالة احتجاج على مهرجان تورونتو السينمائي في "مدينة إلى مدينة" حيث ألقت الضوء على صنّاع السينما الإسرائيلية، حيث أدانت إسرائيل بأنها "نظام فصل عنصري".


نصر المجالي


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى