أيهما مسؤول عن أمراض القلب: الكوليسترول أم الالتهاب؟

2013-12-02 01:41:24

دعا جراح القلب الأميركي المشهور دوايت لوندِل إلى اعتبار الالتهاب السبب الرئيسي للإصابة بأمراض القلب، ونادى في كتابه "العلاج لأمراض القلب" إلى اعتبار النظام الغذائي قليل الدهون الذي يتم حث الناس على تبنيه السبب في زيادة معدل الإصابة بهذه الأمراض وليس تقليلها.

وتعتبر أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال والنساء في الولايات المتحدة، حيث يتوفى بسببها واحد من بين كل 4 أشخاص. وتكلف أمراض القلب الأميركيين 108.9 مليار دولار سنوياً ما بين تكاليف الرعاية الصحية والأدوية وخسارة للإنتاجية.

ويعتبر الدكتور لوندِل أن نظام العلاج الطبي القائم للقلب قد فشل بشكل صريح: "لقد قمنا بتدريب الأطباء على مهاجمة أمراض القلب بواسطة العمل على خفض نسبة الكوليسترول لدى المرضى، وهذه التوصيات لم تعد أخلاقياً ولا علمياً قابلة للدفاع عنها".

ويعتقد لوندِل أننا يجب أن ننظر إلى ما هو أبعد من الكوليسترول: "قبل أن يتراكم الكوليسترول في الأوعية الدموية لابد أن يكون هناك التهاب".

ويوضح لوندِل في كتابه أن الكوليسترول ليس سيئاً بالضرورة، لكن عندما يتراكم الكثير منه، وخاصة بسبب البروتينات الحيوانية، يمكن أن يكون مزعجاً، لكن حتى عند بلوغ مستوياته درجات عليا لن يكون مشكلة مادام قادراً على التحرك بحرية من خلال الدم، تنشأ المشكلة عندما يكون هناك التهاب يجعل انتقال الكوليسترول صعباً ويصبح محاصراً، ويمكن أن يؤدي إلى أزمة قلبية وسكتة دماغية.

ويعتبر الالتهاب وظيفة عامة من وظائف الجسم المقصود بها الحماية، ومحاربة المواد الغريبة مثل البكتريا والفيروسات أو السموم. ويسبب الالتهاب ضيقاً في الأوعية الدموية ويصعّب ذلك من انتقال الدم فيها، خاصة عند وجود مواد لزجة مثل الكوليسترول.

ودعا لوندِل إلى تصحيح المفاهيم، فالعدو الحقيقي لصحة القلب هو الكربوهيدرات المعالجة، وهي عبارة عن مواد معالجة: سكر وطحين وزيوت نباتية يقوم الإنسان بصنع الأطعمة الكربوهيدراتية منها، هذه الأطعمة تسبب إصابات صغير في الجسم، وتتضاعف الإصابات مسببة استجابة الجسم المستمرة لها على شكل التهاب.

ويقول لوندِل: "لا مفر من حقيقة أن الأطعمة المعالجة تزيد من عملية الالتهاب يوماً بعد يوم، ويمكنك عكس هذه العملية عن طريق تجنب الأطعمة المعالجة، وزيادة المواد الغذائية الطبيعية غير المعالجة لتقليل الالتهاب".