واشنطن ترفض إعادة طائرات أباتشي إلى القاهرة بعد صيانتها

2014-03-24 17:50:17
  • طائرات أباتشي خرجت من مصر ولم تعد
  • الطائرة القتالية أباتشي
/

 

الجيش المصري ينفي توسط إسرائيل لإتمام صفقة جديدة

تصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية ومصر أخيرًا على خلفية رفض أميركا رد مجموعة من طائرات الأباتشي إلى مصر، كانت قد أرسلتها إليها لصيانتها. ونفى الجيش المصري أن يكون قد طلب من إسرائيل التوسط لدى الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء صفقة طائرات الأباتشي، وذلك ردًا على ما نشرته صحف إسرائيلية، وتناقلته عنها وسائل إعلام مصرية.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تشهد العلاقات بين مصر وأميركا توترًا ملحوظًا في أعقاب تدخل الجيش المصري لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، عن الحكم في 3 يوليو/ تموز الماضي، تلبية لتظاهرات حاشدة خرجت مطالبة بإسقاطه.

وكشف وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي عن رفض أميركا إعادة طائرات مصرية كانت تخضع للصيانة لديها. وقال فهمي في تصريح له: "القوات المسلحة المصرية أرسلت عددًا من طائرات الأباتشي إلى الولايات المتحدة للصيانة، لكنها لم تعد حتى الآن".

 

"حركة بلدي"
في السياق نفسه، أكد اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الإستراتيجي المقرب من قيادات الجيش والمخابرات العامة، أن "طائرات الأباتشي المصرية غادرت إلى أميركا من أجل فحوصات صيانة، والجانب الأميركي عطل رجوعها"، معتبرًا هذا السلوك "حركة بلدي".

 

أضاف: "كل هذه الطائرات لا تعمل ضد إسرائيل، ولكنها ضد الإرهاب". واتهم اليزل إسرائيل بأنها تغلّ يد مصر في مكافحة الإرهاب. وقال: "إذا كانت أميركا تتشدق بأنها تقاوم الإرهاب الدولي، فلتدعنا نقاوم الإرهاب المحلي، هي تكف أيدينا، ولا تعطيني سلاحي الموجود بعقود رسمية".

وحذر نواب في الكونغرس الأميركي إدارة الرئيس باراك أوباما، من إرسال طائرات أباتشي إلى مصر. وقال السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، عضو لجنة مخصصات المساعدات الخارجية في الكونغرس، إن "هناك عواقب وخيمة حال استئناف واشنطن المساعدات للحكومة العسكرية المصرية، ومنها تسليم طائرات الأباتشي اللازمة لمحاربة الإرهاب في سيناء".

 

ضمانات قبل المساعدات
أضاف في تصريحات لصحيفة "آل مونيتور": إن "أعضاء المجلس يستهدفون وضع شروط للمساعدات، كي لا تبدو واشنطن وكأنها تكتب شيكات على بياض"، معربًا عن رغبته في رؤية مصر تتحرك نحو حكومة مدنية ديمقراطية".

 

فيما هددت إيلينا روس ليتنين، رئيسة اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي باللجوء إلى القضاء، لإيقاف إرسال طائرات الأباتشي إلى مصر. وقالت في تصريحات صحافية: "تلك الخطوة قد تدفعنا إلى اللجوء إلى الدعاوى القضائية ضد الإدارة، حال تمرير المساعدات إلى مصر".

في سياق متصل، نفى المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي، الأنباء التي تحدثت عن توسط إسرائيل لمصر لدى أميركا، من أجل إتمام صفقة جديدة لطائرات الأباتشي. وقال إن الإجتماع، الذي عقده مسؤولون عسكريون مصريون مع نظرائهم الإسرائيليين، كان من أجل بحث تأمين الحدود المشتركة.

وأوضح علي في بيان له: "في إطار ما نشرته بعض الصحف الإسرائيلية، ونقله عنها عدد من وسائل الإعلام المصرية حول مشاركة وفد عسكري مصري في اجتماع مع الجانب الإسرائيلي في الأسبوع الماضي، وربط هذا الخبر، بتصريحات مجهولة المصدر، مفادها أن الجانب الإسرائيلي يسعى مع الإدارة الأميركية إلى إنهاء صفقة طائرات الأباتشي، التي طلبتها مصر خلال الفترة الماضية، لتعزيز جهودها في مكافحة الإرهاب في سيناء، تؤكد القوات المسلحة على الآتي: أولًا – الاجتماع التنسيقي الدوري الذي عقد بين جهازي الاتصال للجانبين خلال الأسبوع الماضي، كان لبحث تأمين الحدود المشتركة، وفق الملاحق الأمنية، التي تضمنتها اتفاقية السلام بين البلدين، مع العلم بأن هذه الاجتماعات تعقد منذ عام 1982 بشكل دوري، 3 مرات سنويًا، يكون أحدهما في القاهرة، والآخر في تل أبيب، ويختتم بلقاء ثالث في روما بنهاية العام، باعتبارها المقر الرئيس للقوة متعددة الجنسيات، التي تراقب تنفيذ بنود إتفاقية السلام.

 

لا تعاون إسرائيليًا
أضاف المتحدث العسكري: الإجتماع المشار إليه لا يتطرق على الإطلاق إلى أية موضوعات تتعلق بالتعاون العسكري، ويقتصر فقط على آليات التنسيق بين الجانبين ووسائل الإتصال بينهما، من خلال جهازي الإتصال في الجانبين. ولفت إلى أن "الصورة التي تم إرفاقها بالخبر تعود إلى تاريخ قديم، وتم الحصول عليها من الموقع الالكتروني للقوة متعددة الجنسيات على "الإنترنت"، ولم يتم إلتقاطها خلال الإجتماع الدوري بين الجانبين في الأسبوع الماضي".

 

وقال اللواء محمود سعيد، الخبير العسكري، إن التنسيق مع إسرائيل بشأن تأمين الحدود مستمر منذ إتفاقية السلام، لأنه جزء منها، مشيرًا إلى أنه أمر ليس بالجديد. وأضاف لـ"إيلاف": هناك قوات متعددة الجنسيات ترابط على الحدود بين البلدين".

ولفت إلى أن الأخبار التي نشرت بشأن توسط إسرائيل لدى أميركا من أجل إمداد مصر بطائرات آباتشي، عارية تمامًا من الصحة، وتقف وراء ترويجها جماعة الإخوان المسلمين، وحلفاؤها في أميركا وأسرائيل، من أجل إثارة القلاقل لدى الرأي العام في مصر، في إطار حربها النفسية ضد الجيش المصري، وإظهاره على أنه جيش غير وطني.

 

بلطجة أميركية
وقال اللواء مصطفى كامل السيد، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إنها طائرة واحدة ليس أكثر، سلمتها مصر إلى أميركا للصيانة، إلا أنها لم تعِدها مرة أخرى. وأضاف أن هذه الطائرة تأتي ضمن المساعدات العسكرية، التي تلقتها مصر في السابق من أميركا.ووصف هذا السلوك الأميركي بـ"البلطجة".

 

وفي ما يخص تسريب أخبار من إسرائيل، تزعم توسط تل أبيب لمصر لدى أميركا، لتسليمها صفقة طائرات أباتشي، قال السيد إنها عارية تمامًا من الصحة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تبث أخبارًا كاذبة بشأن الجيش المصري في تلك المرحلة، بهدف تشويه صورته أمام المصريين. وضرب مثالًا آخر بأخبار نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، تزعم أن تل أبيب سوف تتوسط بين مصر وأثيوبيا لحل أزمة سد النهضة. وعلق قائلًا على كل ذلك "الشيطان يعظ"، في إشارة إلى أن إسرائيل لا يمكن أن تقدم الخير إلى مصر.


صبري عبد الحفيظ - إيلاف


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى