المعارضة التونسية تهاجم نوايا قطر الاستعمارية

2013-04-19 20:41:04
  • الرئيس التونسي خلال لقاء مع أمير قطر
/

تعرض معارضون تونسيون لدولة قطر بالهجوم العنيف، واتهموها بتبييت نوايا استعمارية ضد بلادهم، لكن الرئيس التونسي هدد كل من يتطاول على هذه الدولة الشقيقة.


تونس: اعتلى موضوع الدور القطري في تونس ما بعد الثورة قمّة هرم التّجاذبات، وأحتل حيزًا كبيرًا من المساحة الإعلاميّة، في سجال عالي الوتيرة بين مستحسن لما اعتبرها مساعدة من دولة شقيقة، ومجرّد تبادل مصالح اقتصادية بين البلدين، وبين ناظر بعين الرّيبة إلى مّا يرى أنه توجّه نحو استيطان قطري في تونس، ومنهج للسيطرة على الاقتصاد وتدخّل في السياسة الداخليّة لتونس.


ويقول بعض المعارضين التونسيّين إن السياسة الخارجيّة القطريّة تهدف إلى التوسع في تونس، والسيطرة عليها عبر تكوين لوبيّات سياسيّة وتمويلهم، إضافة إلى مؤاخذات عديدة، من بينها ضخ أموال عن طريق جمعيّات تونسيّة لتجنيد الشباب التونسي للقتال ضد قوّات الرئيس السوري بشّار الأسد.


والجدل المتعلّق بقطر انطلق بعد تهديد صادر عن رئيس الجمهوريّة محمد المنصف المرزوقي تجاه كل من يتطاول على قطر، ردًّا منه على الاستهزاء المتواصل بهذه الدولة، والسُّخرية من دعواتها المتكرّرة لنشر الديمقراطيّة في تونس، فيما لم يعرف شعبها لصناديق الاقتراع طريقًا، كما هو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام المحلّية.



سياسة استيطانية؟

قال محمود البارودي، النائب عن التحالف الديمقراطي بالمجلس التأسيسي، لـ"إيلاف" إن من حق أي دولة في العالم، سواء كانت قطر أو غيرها، حفظ مصالحها في أي بلد آخر، لكنّه انتقد في الآن ذاته السياسة الخارجيّة القطريّة، التي تسعى لتكوين لوبي سياسي في تونس.


قال: "المشكلة اليوم تكمن في أن السياسة الخارجيّة القطريّة سياسية استيطانية توسعيّة، تهدف لتكوين لوبي سياسي يعمل لمصلحتها، للضغط والتدخّل في الشأن الداخلي التونسي، وفرض أجندة سياسيّة على بلدان الربيع العربي بصفة عامّة، وهذا مرفوض".


في المقابل، رأى كمال عمّار، النائب عن حركة النهضة بالمجلس التاسيسي، لـ"إيلاف" أن قطر لا تمثّل أي تهديد إلا في أذهان بعض يعمل ضد مصلحة البلاد وتقدّمها الاقتصادي. وأضأف: "تعامُلنا مع قطر يندرج في إطار تفاعلنا مع محيطنا العربي الإسلامي والعالمي، فهذه الدولة عبّرت عن استعدادها لدفع الاقتصاد التونسي، وهذه الدولة لا يمكن أن تكون بأي مقياس من المقاييس دولة إستعماريّة".


وتابع: "تعمل اليوم بعض الأصوات لخدمة أجندات معيّنة على اعاقة هذا التعاون، تقيم الدنيا على قطر وتتهمها بالتدخّل في شؤوننا الداخليّة، ونفس الأطراف التي كانت تتعامل مع قطر عندما كانت في السلطة ترفض تعامل الحكومة الحاليّة معها".



"تسعى لتخريبنا"

قال رياض الصيداوي، الكاتب والباحث في العلوم السياسية ومدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف، إن الدولة القطرية تسعى إلى غزو دول الربيع العربي اقتصاديًا، وتخريبها داخليًا، لتكون عبرة للأنظمة التي تسعى إلى ارساء نظام ديمقراطي.


واعتبر الصيداوي، في تصريحات له عبر سائل الاعلام المحليّة، أن قطر تروج لمواقف متضاربة، "فأميرها يدعو إلى نشر الديمقراطية ولا يطبق هذه القاعدة في بلده، وقطر تصنف اليوم بين الدول الديكتاتورية".


وقال الصيداوي: "قطر استثمرت في تونس 148 مليون دينار في العام 2012، واستثمرت في بريطانيا 10 مليارات جنيه إسترليني، ولم تنفع الاقتصاد التونس سوى بالوعود، فالمساعدة الوحيدة تمثّلت في قرض قدره 500 مليون دولار بفائض 2.5 بالمئة، فيما أقرضتنا اليابان 300 مليون دولار بفائض واحد بالمئة".


أضاف: "وقطر تدفع جزءً كبيرًا من مصاريف تدخّل حلف الناتو في ليبيا، فلو استثمرت ما يكلّفها في سوريا وليبيا في بلدنا، فإنها ستنقذ اقتصادنا بالكامل ونشكرها حينها، لكن الأموال القطريّة ترسل للغرب ويمنّون علينا بالفُتات".



تطاول متبادل

وأطلق أكثر من 25 ألف ناشط تونسي على مواقع التواصل الإجتماعي حملة "تطاول" على دولة قطر، ردًّا على ما إعتبروه تهديدا من رئيس الجمهوريّة. في المقابل، أطلق نشطاء محسوبون على الإسلامييّن في تونس حملة مضادّة، وأعلنوا الجمعة يومًا للتوجّه إلى سفارة قطر في تونس، وإلقاء الورود أمامها ردّا للجميل، على حدّ تعبير أصحاب المبادرة على مواقع التواصل الإجتماعي.



سحب الثقة من الرئيس

تتهم وسائل إعلام تونسية محلية دولة قطر بتجنيد جهاديين تونسيين وارسالهم إلى سوريا لقتال القوات النظامية هناك.


وفي ذات السياق، تسببت كلمة رئيس الجمهوريّة، التي وصف فيها الذين يتطاولون على الدولة الشقيقة بالسب والشتم بأنهم أناس يجب أن يتحملوا مسؤوليتهم امام ضمائرهم قبل أن يتحملوها امام القانون، بلائحة سحب الثقة وقّعها نوّاب في المجلس التأسيسي.

ومن المنتظر أن يتمّ تحديد جلسة عامّة يُستدعى فيها المرزوقي للتصويت على مطلب إعفائه من مهامّه. ويذكر أن المرزوقي يتعرّض منذ فترة لحملات إنتقاد وسخريّة، على خلفيّة تصريحاته التي تصفها المعارضة بانها لا تليق برئيس جمهوريّة.


مجدي الورفلي - إيلاف


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى