الجيش اللبناني يقبض على نعيم عباس مفخخ السيارات

2014-02-12 21:33:26
  • السيارة المفخخة التي فككها الجيش اللبناني اليوم
  • الجيش نفذ مداهمات في منطقة طريق الجديدة في بيروت
/

 

كشف سيارة في بيروت وأخرى فيها نساء في اللبوة

قبض الجيش اللبناني اليوم صباحًا على الفلسطيني نعيم عباس، المشتبه به في تفخيخ السيارات، فأدى اعترافه إلى تفكيك سيارة في بيروت. كما فكك الجيش سيارة أخرى في البقاع، كان فيها ثلاث نساء.


بيروت: كان كورنيش المزرعة في بيروت، وهو شريان حيوي في العاصمة اللبنانية، يعجّ بالناس، حين فوجئ الجميع بالجيش اللبناني يغلقه من منتصفه، لأسباب أمنية. وتكشفت بعد ذلك الأخبار عن مداهمات نفذها الجيش ومخابراته وأجهزة امنية أخرى لمبان في منطقة الطريق الجديدة، في بيروت، وعن إلقاء القبض على الفلسطيني نعيم عباس، وهو من قياديي كتائب عبدالله عزام.

ولم تتوقف الاثارة عند هذا الحد، إذ سرعان ما اعترف عباس بسيارة مفخخة موجودة في موقف للسيارات هناك، محضرة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية. فعثر الجيش على السيارة السوداء رباعية الدفع وفككها، منتزعًا منها نحو 100 كيلوغرام من المتفجرات.

اعتراف سريع

وقد أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني بيانًا أكد فيه توقيف مديرية المخابرات الفلسطيني نعيم اسماعيل محمود المعروف باسم نعيم عباس في منطقة المزرعة. وقال البيان: "كان الجيش يرصد عباس منذ مدة، بعد ورود معلومات عن دوره في إعداد سيارات مفخخة وتفجيرها، وقد تمت ملاحقته منذ خروجه من مخيم عين الحلوة في عملية مراقبة دقيقة، أسفرت عن مداهمته والقبض عليه صباح اليوم الأربعاء".

أضاف بيان الجيش: "فور بدء عملية التحقيق معه، سارع إلى الاعتراف بإعداده سيارة مفخخة لتفجيرها لاحقًا، وهي موجودة في محلة كورنيش المزرعة، فتمت مداهمتها وتفكيك العبوة التي وجدت بداخلها، وزنتها حوالى 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى عدد من القذائف".

وأكد الجيش أن الموقوف عباس اعترف بوجود مخابئ لسيارات مفخخة تجري مداهمتها حاليًا، كما أدلى باعترافات تثبت صلته بتفجيرات وقعت أخيرًا، وستصدر القيادة لاحقًا بيانًا تفصيليًا حول العملية والمتورطين فيها". وقد داهم الجيش بعد الظهر مستودعًا للمواد المتفجرة في منطقة السعديات، استنادًا إلى اعترافات عباس.

نساء خطرات

وبعيدًا عن بيروت، وعلى طريق عرسال اللبوة، ضبط الجيش اللبناني سيارة ثانية، من نوع كيا رصاصية اللون، كانت تتجه من يبرود في سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية ثم إلى بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، على أن يسلمن السيارة المذكورة لانتحاريين. وبحسب بيان الجيش اللبناني، لوحقت السيارة وتم توقيفها عند حاجز اللبوة مع راكباتها الثلاث.

وبحسب معلومات قناة المنار، لسان حال حزب الله، النسوة الثلاث هنّ جومانة حسن حميد وهلا أحمد رايد وخديجة محمد عودة، وكلهن من عرسال. وقد نقلهن الجيش إلى ثكنة ابلح للتحقيق معهن. وتقول قناة الجديد إنهن اتخذن الحجة عند حاجز للجيش بأن إحداهن مريضة ويردن العبور بسرعة، وبانت علامات الارتباك على وجوههن، ما استدعى توقيفهن ليتبين أن لوحة السيارة مزورة رقمها 121127/ج، وانها مفخخة بنحو 104 كيلوغرامات من المواد المتفجرة.

تهنئة الرئيس

وهنأ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان قائد الجيش العماد جان قهوجي ومديرية المخابرات على توقيف المدعو نعيم عباس المنسق الاساسي لأعمال تفجير ارهابية عدة، وعلى ضبط سيارتين مفخختين معدتين للتفجير، بعدما تم في الاسابيع المنصرمة توقيف مرتكبين متهمين بأعمال ارهاب، بعدما اطلع اليوم من مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل على المعلومات المتوافرة، منوهًا بما يقوم به الجيش على صعيد اكتشاف هذه الشبكات والاثر الايجابي لذلك على المواطنين وتحصين السلم الاهلي، مشددًا على عدم التهاون في ملاحقة المحرضين والفاعلين، ومبديًا الدعم الكامل للجيش والقوى الامنية في متابعة التقصي وضبط المرتكبين الذين بدأت هيكليتهم تنكشف وتنهار.

تاريخ طويل

وفي سياق مواز، تتخوف أوساط لبنانية من أن يؤدي توقيف الفلسطيني نعيم عباس، إلى اختلال في الوضع الامني اللبناني، لعلاقة الرجل بالعديد من الاعمال الارهابية، وهو ابن مخيم عين الحلوة. والمعروف أنه انضم في شبابه لحركة فتح، ومنها انتقل إلى حركة الجهاد الاسلامي. ولم يكن يخفي ميله إلى الاصولية بعد توجهه إلى العراق اثناء الاحتلال الاميركي. بعد معركة نهر البارد وخلال النصف الثاني من التسعينات، أوقفته مخابرات الجيش الللبناني بتهمة إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل من جنوب لبنان، ليطلق سراحه لاحقًا.

يقول ابو عماد الرفاعي، مسؤول حركة الجهاد الاسلامي في لبناني، بأن عباس مفصول منها لقيامه بعمل من دون علم قيادته. في العام 2009، ورد اسمه مرارًا ضمن اعترافات الموقوفين محمد عوض وروبير كفوري بالعمل لوضع عبوة ناسفة له في عين الحلوة من أجل قتله بطلب من جهاز الموساد.

عبء على المخيم

توجه مرارًا إلى سوريا بعد بدء الأزمة فيها، فحل رحاله في مخيم اليرموك مدربًا الشباب فيه. فالفلسطينيون هناك يعرفونه جيدًا، فوالده عضو سابق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الذي كان يتزعمها نايف حواتمة.

ومنذ اعترف الشيخ عمر الاطرش بدور عباس في عمليات التفجير، انكبت الأجهزة الأمنية اللبنانية على تقفي آثاره، كما راقبته القوى والفصائل الفلسطينية كي لايكون سببًا في خراب مخيم عين الحلوة، خصوصًا بعد انكشاف علاقته بانفجار الرويس في الضاحية الجنوبية، واستهداف دوريات يونيفيل في الرميلة، إلى انكشاف خيوط عن علاقته باغتيال اللواء فرنسوا الحاج وبجرائم أخرى.


لوانا خوري - إيلاف


Related Articles مواضيع ذات صلة


 
 
 
 
مقالات و أَخبار أُخرى