دعت جبهة الإنقاذ المصريين في "بيان الثورة رقم 1" إلى "البقاء في الميادين" حتى انتقال سلمي للسلطة. في وقت تعرّض المقر الرئيس للإخوان لهجوم بزجاجات مولوتوف. وحصدت أعمال العنفستة قتلى و174 إصابة".
صبري عبدالحفيظ من القاهرة، وكالات: امهلت حركة تمرد المصرية المعارضة الرئيس المصري محمد مرسي حتى الثلاثاء للتنحي مهددة بحملة عصيان مدني في حال بقائه في السلطة.
القاهرة: امهلت حركة تمرد المصرية المعارضة الرئيس المصري محمد مرسي حتى الثلاثاء للتنحي مهددة بحملة عصيان مدني في حال بقائه في السلطة.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان الجيش يقدر عدد المتظاهرين الذين احتشدوا في شوارع مصر الاحد للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي ب"الملايين".
ونزلت حشود كبيرة من المصريين الى الشوارع في القاهرة والعديد من المحافظات للمطالبة باستقالة مرسي مرددة شعار "ارحل" استجابة لدعوة حملة "تمرد" التي اعلنت انها جمعت 22 مليون توقيع لسحب الثقة منه واجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما لا يزال عشرات الآلاف من مناصري مرسييعتصمون في ميدان رابعة العدوية بالقرب من القصر الجمهوري، وآلاف آخرين في محافظات عدة في الصعيد، في مشهدين منفصلين ينذران بوقوع اقتتال أهلي.
واستعاد ميدان التحريرمحمد مرسى حيويته، التي بدا عليها في أيام ثورة 25 يناير، واحتشد المصريون في الميدان، وعاد هتاف "إرحل.. إرحل"، مدويًا، وردد المتظاهرون هتافات أخرى منها" الشعب يريد إسقاط النظام"، "الشعب يريد اسقاط الإخوان"، "إرحل يعني إمشي يا اللي ما بتفهمشي"، "متعبناش متعبناش الحرية مش ببلاش""، يسقط يسقط حكم المرشد".
6 قتلى و174مصابا في اليوم الأول
وارتفعت حصيلة القتلى إلى ستة قتلى في المواجهات الدائرة بين معارضي ومؤيدي مرسي.
وكان خمسة أشخاص قتلوا، وأصيب 174 آخرين، في أعمال العنف التي جرت بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي، في عدد من المحافظات اليوم، بالتزامن مع المظاهرات الحاشدة، التي خرجت تؤيده والأخرى التي تعارضه.
وسقط قتيل بالرصاص مساء الاحد خلال مواجهات عنيفة اندلعت امام المقر الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين في القاهرة بين مؤيدين للرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة ومعارضين له يطالبونه بالتنحي وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة، كما افاد مصدر طبي.
وقال المصدر ان القتيل شاب في ال26 من العمر قتل بعد اصابته بطلق ناري في رأسه، في حين اصيب عشرات آخرون بجروح في هذه المواجهات العنيفة التي اندلعت اثر تعرض المقر الواقع في حي المقطم بشرق القاهرة لهجوم.
ولقي مواطن مصري في مدينة بني سويف مصرعه، متأثرًا بإصابته بطلق حرطوش، بالقرب مع مقر لحزب الحرية والعدالة، وأصيب 30 آخرين في أعمال العنف في المدينة نفسها. وأعلنت وزارة الصحة أن حصيلة الإصابات لليوم 30 يونيو، بلغت 174 إصابة في مختلف المحافظات، وأضافت الوزارة في بيان لها، إن القاهرة شهدت 27 إصابة، الإسكندرية 10 إصابات، والدقهلية 3 إصابات، والغربية 11 إصابة، 4 منهم إصابات بالخرطوش، والمنوفية 9 إصابات، وبني سويف 22 إصابة، والبحيرة 92 إصابة.
كماأحرق المئات مقر حزب الحرية والعدالة في مدينة أبو حماد محافظة الشرقية، أحرق محتجون مقرين للحزب في محافظة الدقهلية، الأول في قرية "طناح"، والآخر في مدينة السنبلاوين، ووصف فهمي عبده القيادي بحزب الحرية والعدالة، الجناة بأنهم من "الفلول". وأَضاف لـ "إيلاف"، أن الفلول يقودون ثورة مضادة للإنقضاض على الشرعية باستخدام العنف والقتل والتخريب، ودعا المعارضة إلى رفع الغطاء السياسي عمن نعتهم بـ"بلطجية النظام السابق".
في السياق عينه اتخذ الإخوان تدابير إحترازية، لتقليل حجم الخسائر المادية والبشرية في صفوفهم، وأخلت الجماعة وحزبها الحرية والعدالة، مقارها من الأوراق والمستندات، والمقتنيات المهمة، ووضعت عليها حراسات قوية، وأصدرت تعليماتها للحراس، بأن يستبسلوا في المقاومة، ولكن إذا وجدوا أن هناك حشودًا كبيرة، يجب عليهم الإنسحاب، وترك المقار لـ"المخرّبين"، على حد قول مصدر في الجماعة. وأضاف أن الهدف الأهم الذي لا يمكنهم التخلي عنه، ولو بالدماء، هو القصر الجمهوري، والمقر العام لمكتب الإرشاد في حي المقطم في القاهرة.
وأكد المصدر أنهم حصلوا على معلومات تفيد بأن المقر العام للإخوان المسلمين، والقصر الجمهوري سوف يتعرّضان لهجمات شديدة مع حلول منتصف الليل. ولفت إلى أن هناك تعزيزات أمنية شديدة، في ظل ما وصفه بـ"تخاذل الشرطة" في حماية الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة. وأكد أن القوى الإسلامية جميعها أعلنت النفير العام في صفوف أنصارها وأعضائها من أجل الدفاع عن القصر ومكتب الإرشاد. ونبه إلى أن الجماعة وأنصارها في جميع أنحاء الجمهورية، لن يسمحوا بسقوط هذين الرمزين مهما كلفهم الأمر من تضحيات.
اعتقالات
وأدانت ما وصفته بـ"عمليات تهريب الاسلحة عبر الطرق، وذلك لارتكاب أعمال عنف قبل المتظاهرين السلميين"، مشيرة إلى أن قوات الشرطة والجيش تمكنت من ضبط سيارات تحمل أسلحة في مناطق مختلفة من محافظات مصر".
وقال حافظ أبو سعده رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن ما يحدث الآن في مصر هو دليل على نضج الشارع المصري وقدرته على التعامل مع التغييرات الموجودة على الساحة، كما إنه مؤشر إلى عدم رضا الشارع على القيادة السياسية التي فشلت بشكل واضح وملفت للأنظار في التعامل مع المشاكل اليومية للمواطنين، بل أدت إلى الكثير من المشاكل الأخرى، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، مما دفع بالمواطنين إلى الخروج مرة أخرى على غرار ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وأضاف أبو سعدة أن استمرار الأوضاع على هذا النحو سوف يقود البلاد إلى نفق مظلم، ويؤدي الى تدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويفتح الباب على مصراعيه امام الاقتتال الداخلي، ودخول البلاد في براثن الحرب الاهلية، مما يعني نهاية الدولة المصرية.
واضاف البيان ان "الشعب المصري مستمر في استكمال ثورته، وسوف يفرض إرادته التي وضحت بجلاء في جميع ميادين تحرير مصر". وتابع البيان ان "جبهة الإنقاذ على ثقة بأن الشعب المصري سيحمي ثورته حتى يتم الإنتقال السلمى للسلطة، وتهيب بجميع القوى الثورية وجميع المواطنين أن يستمروا في البقاء السلمي في جميع ميادين وشوارع وقرى ونجوع البلاد والإمتناع عن التعامل مع الحكومة الإخوانية الساقطة حتى سقوط آخر معاقل هذا التنظيم المستبد".
وأضاف: "مظاهرات 30 يونيو تشبه مظاهرات يناير في أعدادها الغفيرة، وما تعلنه حملة "تجرد" من توقيع الملايين على استماراتها تأييدًا للرئيس محمد مرسي، غير حقيقي، وردت عليه المظاهرات اليوم".
كان المشهد الأبزر في مظاهرات اليوم 30 يونيو/ حزيران الجاري، مشاركة الشرطة فيها، وقاد وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين، مسيرة من نادي الشرطة في حي العجوزة إلى ميدان التحرير، وضمت المسيرة المئات من ضباط وأمناء الشرطة، وعندما وصلت المسيرة إلى ميدان التحرير، حمل بعض المتظاهرين عددًا من ضباط الشرطة على الأعناق، وهتفوا "الشعب والشرطة إيد واحدة".
في الإسكندرية، شارك بعض ضباط الشرطة والأفراد في المظاهرات، ورفع بعضهم العلم المصري، ولافتات مكتوب عليها "إرحل"، ورفع بعض المتظاهرين في ميدان المنشية ضابط شرطة على الأعناق، وهتفوا "يسقط حكم المرشد"، و"الشرطة والشعب إيد واحدة".
ومع حلول ليل 30 يونيو، وقعت إشتباكات بين معارضون للرئيس محمد مرسي، ومؤيدين له في محيط مكتب الإرشاد في ضاحية المقطم في القاهرة، وحاصر المئات من المعارضين مقر جماعة الإخوان الرئيس، وهتفوا "إرحل.. إرحل"، "يسقط حكم المرشد"، "مش هنمشي هو يمشي، والشعب يريد إسقاط النظام"، وحدث تراشق بالألفاظ بين الطرفين، تلاه تراشق بالحجارة، وأشعل المحتجون النار في إطارات السيارات، ووقعت عمليات كر وفر بين الجانبين في محيط المقر والشوارع المؤدية إليه، وتم تحطيم الواجهات الزجاجية للمقر.
ووقعت أعمال عنف استخدم فيها الطرفان الأسلحة النارية، في محيط مقر حزب الحرية والعدالة، في مدينة حوش عيسى في محافظة البحيرة، أسفرت عن إصابة 43 شخصًا، ونقلوا إلى المستشفى المركزي للعلاج.
وأضاف "الرئيس منفتح على إجراء حوار وطني حقيقي مع كل الأحزاب السياسية، وأن الهدف هو التوصل إلى مصالحة وطنية حقيقية تخرج مصر من الوضع الراهن، وحالة الاستقطاب واختلاف الرؤى، وليس من الضرورة وضعه في صورة تنازلات".
وانتقد العنف الملازم للمظاهرات، وقال: "العنف سلوك دخيل على الشعب المصري، ويجب إحكام صوت العقل، واللجوء إلى الحوار"، مشددًا على أن الحوار "السبيل الوحيد للوصول إلى حل حول مشاكل الوطن، لأنه بدون التفاهم والحوار لن نصل إلى أرضية مشتركة حول قضايا الوطن".
وتابع: "حقن دماء المصريين واجب على الجميع، ولا تفرقة بين المواطنين، ويجب إعلاء مصلحة مصر"، ودان فهمي تعرض صحافية أجنبية للاعتداء الجنسي، وقال: "نحن ندين حالة التحرّش بالصحافية الدنماركية، والتي تمت في ميدان التحرير، لأنه (سلوك شاذ) عن المجتمع المصري". وأضاف أن: "الدولة لن تتهاون مع تلك الأعمال، وأن الرئيس محمد مرسي وجّه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بالقبض على الجناة، ويجب على الجميع إعلاء مصلحة الوطن".
وأضاف الحزب: "يشرف على الغرفة ضباط جيش وشرطة متقاعدون، أقسموا على الولاء لشعبهم ورئيسهم المنتخب، ومعظمهم من المغضوب عليهم في عهد مبارك".
شلل في محافظات مصر وعمليات إجلاء في المطار
ففي محيط قصر الاتحادية قام المئات من المعتصمين بإغلاق شارع "الميرغني" أمام حركة السيارات، باستخدام الكتل الخرسانية والألواح الخشبية، في الوقت الذي لجأ فيه أصحاب المحال القريبة من القصر إلى إغلاقها بالسلاسل والألواح الحديدية، خوفاً من تعرّضها للنهب، في حالة حدوث أي اشتباكات خلال تظاهرات الأحد.
صباحي يدعو الجيش الى التدخل
ودعا احد قادة جبهة الانقاذ الوطني المصرية المعارضة مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي مساء الاحد الجيش الى التدخل "اذا لم يستجب مرسي لارادة الشعب".
واضاف ان وزير الدفاع "الفريق اول عبد الفتاح السيسي قال منذ ايام انه يحترم ارادة الشعب وقد عبر عنها بالفعل، وسؤال الشعب الان اين القوات المسلحة؟".
واعتبر صباحي ان "الفريق السيسي وعد بالدفاع عن ارادة الشعب، والشعب ينتظر من القوات المسلحة ما تعهدت به وينتظر البيان رقم 1 للقوات المسلحة"، في اشارة الى البيانات المرقمة التي اعتاد الجيش المصري ان يصدرها عندما يتدخل لتأمين عملية انتقال للسلطة.
صبري عبدالحفيظ من القاهرة، وكالات