أسامة مهدي: أكد قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع المتحدث باسمها العميد سعد معن اعتقال 349 سجيناً هارباً من سجن أبو غريب، وقتل 105 سجناء ومهاجم من هذا السجن، والآخر في التاجي في ضواحي بغداد الشمالية من بين 559 هارباً من سجن أبو غريب في ضواحي بغداد الغربية.
أضاف الشمري أن المهاجمين استخدموا 15 انتحاريًا كانوا يقودون سيارات مفخخة خلال الهجمات على السجنين. وأوضح أن هناك أشخاصًا قد قاموا بمشاغلة أصحاب أبراج الحماية بإطلاق النار تجاههم، إضافة إلى وضع عجلات من قبل مسلحين على الطرق الرئيسة لمشاغلة القطاعات الأمنية، في الوقت عينه قام السجناء بأعمال شغب داخل السجن.
واكد اعتقال عدد كبير من الهاربين من السجن في عدد من المناطق، منها البساتين وبعض البيوت القريبة من "أبو غريب". وقال إن هناك من انتحر قبل القبض عليه من قبل القوات الأمنية.
وأشار الشمري إلى أن التحقيقات الأولية أكدت وجود تقصير من قبل عناصر الشرطة المحلية وحرس سجن أبو غريب، موضحًا أن عمليات البحث والتفتيش مازالت مستمرة لإلقاء القبض على بقية الهاربين من السجن بالتعاون مع أهالي المنطقة، لافتًا إلى أن بعض السجناء استطاعوا تصنيع قنابل صوتية داخل السجن.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي وجّه خلال اجتماعه باللجنة الخاصة بموضوع هروب السجناء من سجن أبو غريب أمس باعتقال عدد من الضباط، الذين أثبت التحقيق الأولي تقصيرهم في أداء واجبهم، وإحالة الملف إلى القضاء، ومنهم: رئيس أركان الفرقة الرابعة وآمر فوج الشرطة الاتحادية المكلف بحماية السجن ومعاونه وأفراد استخبارات الشرطة الموجودون داخل السجن وعناصر الشرطة الاتحادية المكلفون بحماية السجن أثناء الحادث، إضافة الى طرد مدير عام دائرة السجون وإحالته إلى القضاء.
يذكر أن سجني أبو غريب والتاجي تعرّضا ليلة الأحد الماضي لهجومين مسلحين كبيرين، استخدمت فيهما سيارات مفخخة وقذائف هاون والأسلحة الرشاشة، أسفرا عن مقتل عدد من حراس ونزلاء السجنين وهروب المئات من سجناء أبي غريب. والجمعة الماضي اعتبر ممثل للمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني هروب السجناء فضيحة كبيرة، وهاجم المسؤولين الأمنيين، وقال إنهم لايكترثون بأرواح المواطنين.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية العليا خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) إن بعض كبار المسؤولين في دائرة الإصلاح التابعة لوزارة العدل، التي تشرف على السجن، أعلنوا أن لديهم معلومات استخبارية دقيقة عن نية المجاميع الإرهابية مهاجمة السجن لتهريب كبار الإرهابيين، بل إن تنظيم القاعدة أعلن صراحة، ومن خلال مواقعه الالكترونية، عزمه تنفيذ ما يسمّى بعملية هدم الأسوار.
وخاطب الكتل السياسية جميعًا قائلًا "لقد أصبح من المعيب بقاء حالة التناحر والصراع، وقيام كل كتلة بتسقيط الأخرى، وتحميلها المسؤولية، بل المطلوب هو الشعور بالخطر الكبير المقبل على مستقبل العراق".
وتعرّض سجنا التاجي وأبو غريب إلى الشمال والغرب من بغداد مساء الأحد إلى هجوم مسلح، تخللته اشتباكات تواصلت حتى صباح الاثنين. وأكدت وزارة العدل هروب أكثر من 500 سجين خلال العملية، قالت مصادر أمنية إن بعضهم قادة كبار في تنظيم القاعدة في العراق الذي تبنى العملية.
د أسامة مهدي